للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج من امرأة أهلها مخالفون في المذهب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب مقبل على الزواج وقد اخترت لنفسي زوجة تخالفني في المذهب حيث إني سني وهي على خلاف ذلك مع العلم أنها مؤخرا قامت بالتحول إلى المذهب السني، أريد أن أعرف هل يحبذ لي الزواج بها مع أن أهلها على غير مذهب أهل السنة وخوفي هو من أن أظلمها في حق زيارة أهلها وأن يصبح عندي خلاف معها بعد الزواج عندما يرزقني الله بأولاد منها فأقوم بمنعها من الذهاب إلى أهلها أو جعل أبنائي يخالطون أهلها خوفا من أن يصبح عندهم ريبة من الاختلاف الموجود في المذهبين. وأنا أيضا قمت بأداء صلاة الاستخارة لهذا الموضوع أكثر من مرة وراودتني أحلام مزعجة فما الواجب عليَّ فعله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دامت هذه المرأة على مذهب أهل السنة فلا مانع من الزواج بها ولا سيما إذا كانت ذات خلق ودين، ولو كان أهلها -على ما ذكرت من كونهم- على غير المذهب السني، بل إن التزوج بها في هذه الحالة بقصد إنقاذها من تلك البيئة وتخليصها من ذلك المعتقد يثاب فاعله بإذن الله تعالى، وبعد الزواج يصبح لك الحق في منعها من زيارة أهلها إذا كان في زيارتها لهم إفساد لها أو إفساد لأبنائك، وتراجع الفتوى رقم: ٧٢٦٠، لكلام أهل العلم في حكم منع الرجل زوجته من زيارة أهلها.

والخلاصة: أنه لا مانع من الزواج بهذه المرأة، وكما أنه لا مانع منه فإنه أيضا لا يجب، شأنه شأن الزواج بأي مسلمة، ولكن لا نستطيع أن ننصحك بالإقدام عليه أو الكف عنه؛ لأن ذلك يتوقف على معرفة المصلحة المرجوة من زواجك بها وإنقاذك لها مما هي فيه، والمفسدة المتوقعة عليك وعلى أبنائك منها فيما بعد.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>