للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم ما يفعله المشجعون في الطرقات بعد فوز فريقهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[الحمد لله ... وبعد: يا شيخ ما حكم هؤلاء الناس الذين يخرجون من مباريات كرة القدم في الليل ويدورون بالشوارع رافعين للأعلام العنصرية والصراخ وأيضا صرعنا بالزمامير زعما أنه فرح نالوه من وراء هذه المباريات.. وأيضا حكم خروج العروسين وأهلهما في السيارات في الشوارع وضرب زمامير السيارات حتى يسمعها كل احد فهل هذه عادة قبيحة أم أنه أعلان للنكاح وما ضوابطه والحمد لله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يفعله بعض مشجعي نوادي كرة القدم من الخروج ليلاً أو نهاراً ورفع الأعلام والصراخ واستعمال أدوات التنبيه في السيارات بطريقة مزعجة ونحو ذلك، لا يجوز لعدة وجوه:

الأول: أن في ذلك إيذاءً للناس وتضييقاً عليهم في طرقهم، مما قد يترتب عليه وقوع حوادث لبعض الأبرياء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ضار أضر الله به ومن شاق شق الله عليه. رواه أحمد.

الثاني: أن في ذلك تقليداً أعمى للكافرين الذين يفعلون تلك الأفعال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود.

الثالث: أن في ذلك إيقاداً لنار العداوة والشحناء والفتنة بين المسلمين، فعندما يخرج مشجعوا الفريق المنتصر يفعلون شيئاً مما تقدم، يوغر ذلك صدور مشجعي الفريق المنهزم، مما قد يكون سبباً للخصومة والتقاتل وإزهاق الأرواح، كما وقع في العديد من المرات، فوجب منع ذلك سداً للذريعة إلى الفساد.

وبعض هذه الوجوه يكفي في التحريم، فكيف إذا اجتمعت، وراجع للفائدة الفتوى رقم: ٤٥٣، والفتوى رقم: ١٨٩٢٥.

أما ما يفعله بعض الناس من خروج العروسين وأهلهما ... إلخ في السيارات واستعمال أدوات تنبيه السيارات بشكل متكرر على النحو المعروف، فإن كان بقصد إعلان النكاح فالذي يظهر -والله أعلم- عدم جوازه لما يؤدي إليه من إرباك حركة سير السيارات وإيذاء الناس وقد يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية، مع إمكان تحقيق مصلحة إعلان النكاح بغير هذه المفاسد، وذلك باستعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من ضرب الدف، وراجع الفتوى رقم: ٣٦٠٠٧.

وإن كان بغير قصد إعلان النكاح فأحرى ألا يجوز لما فيه من الضرر والإيذاء والمفاسد الخالصة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>