للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم]

[السُّؤَالُ]

ـ[سماحة الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه

نعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام بركة في فعله وأقواله وفي جسده وروحه، ويجوز التبرك به حياً كما نعلم. والجديد أن عندنا إمام أحد المساجد في أوكرانيا معه شعرة يدّعي أنها شعرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويقوم بزيارة المساجد في المدن جامعاً الناس ليتبركوا بها! وقد أثار جدلاً كبيراً بين المسلمين بعضهم البعض من جهة، وبين المسلمين وغير المسلمين من جهة أخرى.فهناك من يقول إن شعرات النبي موجودة في أماكن محدودة مثل مصر وتركيا وموضوعة في متاحف في صندوق زجاجي مغلق لا يسمح بأن تمسها يد! ومن قائل أن هناك شعرات منتشرة بين بعض الناس وبالتالي يمكن أن تكون هذه الشعرة التي اعتاد هذا الإمام جمع الناس عليها كل سنة صحيحاً.

لذا سؤالي لفضيلتكم عن الأمور التالية:-

صحة وجود شعرات النبي عليه الصلاة والسلام ودليل صحة نسبتها له ومكان وجودها؟

وهل يسمح بإخراجها والطواف بها على المساجد ليتبرك بها المصلون؟

ما هو واجبنا حيال ذلك إذا كان هذا التصرف مخالفاً لتعاليم الإسلام وأحكامه خاصة أننا نعيش في بلد غير مسلم ويراجعنا الكثير من المسلمين المحليين الذين يجهلون الإسلام، ويراجعنا كذلك غير المسلمين متسائلين عن صحة ذلك في ديننا؟

بارك الله في جهودكم ونفعنا بعلمكم وجزاكم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عندنا ما يفيد ثبوت وجود شعرات للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا العصر, وإذا ثبت وجودها جاز لمن وجدها أن يتبرك بها لما ثبت من تبرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشعره. وأما الطواف بها على المصلين ليتبركوا فإنه ليس من عمل السلف، فلم يثبت عن بعض الصحابة الذين كان عندهم بعض شعره صلى الله عليه وسلم أنه كان يعرضه على الناس ليتبركوا به.

وعليكم أن تتناصحوا مع هذا الإمام وتحرضوه على بذل طاقته في تعليم الجهال المحتاجين, وأن تتعاونوا معه على ذلك وعلى جميع أعمال البر، وأن تحرصوا جميعا على الإخلاص والمتابعة في جميع أعمالكم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>