للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أمثال هذا الخاطب لا يصلح زوجا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة جاءني خاطب.. هو في واضح الأمر إنسان طيب وصاحب خلق.. والده ثري جدا ولكن الشاب وضعه عادي بل أقل.. وهو معتمد في كل أمور زواجه على والده.. وبصراحة وافقت على الخطبة وأحسست أنني تسرعت.. وقد اشتبهت بأموال والده الكثيرة الوافرة فهو موظف عادي.. فمن أين له هذه الملايين وهذه الأملاك والعقارات.. وقد سمعت أو تأكدت أن والده من النوع الذي يقدم خدمات في عمله لجهة معينة ويأخذ عليها هدايا وأموالا لا حق له فيها حسب علمي.. يعني أحسست بأنه جنى أمواله بغير الطريق الصحيح وهي الأموال التي صرفها على ابنه في تربيته وتعليمه وحتى في كل أمور الخطبة والزواج.. يعني أحسست بأن الولد مع طيبته منبته من أموال حرام (حسب اعتقادي) .. كما أنهم طلبوا أن يكون عرسي مختلطا.. أي أني سأظهر على الرجال في مدينتي وأنا في كامل زينتي.. مع البذخ والرقص والأغاني.. وأنا كرهت أن أبدأ حياتي بالحرام.. سواء في مصاريف الزواج أو في حفلة الزفاف.. وأنا التي كنت أحلم دائما بإنسان صالح تقي ورع يقربني من الله تعالى ويعينني على طاعته أكثر وأكثر.. فأحسست بأن هذا الشاب وأسرته سيدفعون بي للوراء من الناحية الدينية وأنا إنسانة ملتزمة وتقية وعندي استعداد قوي للتقدم في النواحي الدينية أكثر وأكثر بالأخص لو كان هناك من يعينني على هذه الأمور..كما وأنني بعد أن تعرفت جيدا على هذا الشاب.. فكرت في عمله وما هي أفكاره للمستقبل.. فهو يعمل في تأجير الشاليهات لصالح جهة معينة.. وكل تفكيره في المستقبل منحصر في هذه الأمور.. أي أنه يريد إكمال دراساته العليا في إدارة الفنادق.. ويريد أن يبحث عن عمل آخر في أحد الفنادق.. أحس بأن كل ترتيباته للمستقبل تصب في نفس الاتجاه وهذا مما أثار ريبتي وشكي.. فأنا أكره أماكن الشاليهات والفنادق وأحس الشبهة في العمل في هذا المجال. وقد فسخت هذه الخطبة بعد تفكير وتدبر وبعد أن استخرت الله في هذا الأمر مرات عديدة.. سؤالي هنا.. هل تفكيري صحيح في اختياري لزوج المستقبل.. وهل رفضي لهذا الخاطب لهذه الأسباب تصرف منطقي؟؟ لأنني في بعض الأحيان أحس بالذنب أو أخاف أن أكون قد أذنبت في تركي لهذا الخاطب من باب الجحود بالنعمة.. وأخاف من غضب الله علي ومنعه النعمة عني.. فأنا فتاة وبحاجة للزواج والسترة كغيري من البنات.. وقد تعسر معي موضوع الزواج بشكل كبير.. أرجوكم أريحوني.. أنا أعلم بأن الله أرحم الراحمين.. ولكن ضقت بالهم.. وتعسرت في وجهي الأمور.. وأنا مواظبة على الدعاء وألح فيه بشكل كبير..أرجو أن تجيبوني على سؤالي.. وأتمنى ألا تحيلوني إلى أجوبة سابقة.. لأنني أريد إجابة محددة لسؤالي هذا.. مع الأخذ بعين الاعتبار كل الأسباب التي ذكرتها عن تركي لهذا الخاطب.. وجزاكم الله كل خير..]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على تمسكك بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من اختيار الرجل الصالح والبعد عن الشبهات، وتجنب المحرمات وكل ذلك خير تحمدين عليه في الدنيا وتؤجرين عليه في الآخرة، وسيعوضك الله بدلا عن الرجل خيرا، ومن ترك من أجل الله شيئا عوضه الله خيرا مما ترك، ولا شك أن العمل في تأجير المنتزهات البحرية والفنادق السياحية على وضعها الحالي يشوبه شبهات، البراءة منها أتقى لله تعالى وأطهر لكسب العبد.

ومطالبتهم أن تظهري أمام الأجانب في العرس كاشفة لما أمرك الله بستره أمر محرم لا يجوز، وهو دليل على عدم صلاح حالهم وبعدهم عن تعاليم الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله. وتذكري دائما أن بعد الشدة الفرج، وأن بعد العسر اليسر، وأن الله أرحم بك من نفسك، وثقي بالله وأكثري من الدعاء ولا تعجلي في طلب الإجابة.

والله نسأل أن يكتب لك الخير وأن يوفقك لمرضاته، وأن ييسر لك الزوج الصالح الذي يعينك على الخير والطاعة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ رجب ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>