للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجهر بالمعصية إثم مستقل عن إثم المعصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شخص أسمع الأغاني لكن لا أشتريها إذا صادفتني أسمعها وإذا كنت وحدي أطرب بها، وحين يقام حفل غنائي في البلد لا أذهب لمشاهدته لعلمي بأنه لا يجوز سماع الأغاني، ولكن أحسست في نفسي أني مراءٍ أمام الناس، أن أسمع الأغاني لوحدي ولا أحضر الحفلات، مع العلم بأن الذنب واحد، فما حكم هذا، هل نفسي مرائية، أم أن الشيطان يزين لي هذا كي يدفع بي إلى الحفلة، أفيدوني أثابكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن فعل المعاصي موجب لغضب الله وسخطه، ومعرض فاعلها للعقاب سواء فعلها خالياً أم فعلها مجاهراً، لكن فعلها جهراً أشد إثماً من فعلها سراً، لأن الجهر بالمعصية إثم في ذاته يضاف إلى إثم المعصية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين ... رواه البخاري وغيره.

فإذا امتنع المرء عن فعل المعصية جهراً حياءً من الله تعالى، أن يكون سبباً في إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، فليس عليه إلا إثم المعصية التي وقع فيها، أما إن ترك فعلها جهراً خوفاً من الناس، بقصد الرياء فعليه إثم المعصية وإثم قصد الرياء، قال الله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ [النساء:١٠٨] .

وقال الفضيل بن عياض: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما. ذكره النووي في المجموع.

ولمعرفة حكم الأغاني وعقوبة فاعلها والتوبة منها، راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٦٧٩، ٩٧٧٦، ٢٠٩٥١، ٢٤١٨٣، ١١٤٨٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ شعبان ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>