للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العزلة تزيد الهواجس والتخوفات]

[السُّؤَالُ]

ـ[إني أواظب على الذكر وقراءة القرآن ولكن إذا أنام وقمت فجاه أسمع صوتا مزعجا ولا أعلم ما هو أخاف وأنزعج من هذه الأصوات كانت تتكرر معي في مرات كثيرة ولكن الآن خفت، مرة سافرت ورجعت لمح لي بيض مكسور على الباب الخارجي للبيت ممسوح على الباب مع قليل من القشر البيض أسود اللون فعند المغرب جرت علي حالة بتعب قرب القلب مع وجود ضيق يصل إلى البلعوم فتوضأت وقرأت الأذكار ووضعت ماء مقروءا فيه وسكبته على البيض ودائماً أحس بضيقه وخفقان بالقلب كأنه يهوي وأتملل من الحياة لدرجة أتمنى الموت عازلة نفسي عن الناس لأن لا أحد يزور أحد وأنا غريبة الدار مطلقة ولي بنات رماهم علي والدهم فاتقيت الله فيهم وقمت بتربيتهم وهو لا يكف عن الإيذاء بين الحين والآخر بمسك جوازاتهم حتى أتعب عندما أريد السفر إلى والدتي العجوز لأراها، فأفيدوني ... ملاحظة: إني أود أن أنام على طهارة ولكنني مريضة بالقولون فالطهارة لا تدوم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئاً لك بالاشتغال بالذكر والتلاوة وتربية بناتك، وننصحك بالحفاظ على التعاويذ والأذكار والأدعية المأثورة مساء وصباحاً وعند النوم والاستيقاظ والدخول والخروج فهي أمان بإذن الله تعالى من كل شر، ويشرع عند الشك في المس أو السحر أن يرقى العبد نفسه، ولا بأس أن يطلب الرقية من غيره من أهل الصلاح والاستقامة مع مراعاة الضوابط الشرعية في معالجة الرجل للمرأة من البعد عن الخلوة والتستر وعدم المس إلا ما دعت إليه الضرورة الملجئة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٢٣٦.

وننصحك بالمخالطة لبعض المستقيمات من النساء ولو بالاتصال بهن هاتفياً؛ لأن العزلة ربما تقوي هذه الهواجس والتخوفات عندك، وعليك أن تحسني الظن بالله تعالى وتأملي منه استجابة دعواتك، وتتذكري رحمته بعباده ولطفه بهم، واحذري من تمني الموت، واحرصي على استثمار وقتك وفراغك فيما ينفع من علم نافع وعمل صالح وتربية للأولاد..

واعلمي أن الوالد يجب عليه الإنفاق على بناته إن لم يكن لهن مال بالإجماع، وله منعهن من السفر معك، ويشرع لك أن تراجعي المحاكم الشرعية في موضوعه لينظروا في قضيتك وقضية البنات وينصفوك منه، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على البسط في الموضوع: ٥٧١٢٩، ٦٩٨٠٥، ٢٥٣٣٩، ٧٦٦٠٤، ١٠٢٣٣، ٧٦١٦٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ جمادي الأولى ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>