للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشيطان يسعى دائما للإفساد بين الأزواج ويفرح بذلك]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا تزوجت بمطلقة لها ابن في التاسعة من العمر وقبل كتب كتابي عليها قالت لي بأنها بعد طلاقها من الرجل الأول تقدم إليها رجل ثان وتم كتب كتابها عليه ولكن تم الطلاق قبل الدخول بها، لكن بعد دخولي بها وبعد مدة تبين لي بأنه دخل بها ولم يكن ذلك بعرس أو بعلم والديها فآلمني ذلك كثيرا وما زادني تأثرا أن زوجتي بقيت تحتفظ بشريط فيديو لمراسيم خطبتها منه دون علمي به. بل وبينما أنا في شغل بعيد عنها اتصلت بها ليلا للحديث معها سألتها عما تفعل قالت لي بأنها تشاهد شريط خطبتها فظننت أن الأمر يتعلق بخطبتنا لكنها قالت خلال كلامنا أن الشريط متعلق بالرجل الثاني وقالت إن محتواه خاص فقط بأفراد عائلتها فلما عدت وفي الصبيحة بينما هي في الشغل بحثت عن الشريط فوجدت أن محتواه كله يبين زوجها السابق وهو يرقص رفقة أصدقائه ثم يوضح مراسيم خطبتهما. فكسرت ذلك الشريط وكظمت غيظي حينها لأنها كانت حامل في الشهر الرابع تقريبا وخفت أن أفقد ابني فنحن نقيم في أوروبا. وازدادت نفسيتي سوءا لما صرحت دون شعور منها أنها قبل انتقالها الى أوروبا مع الزوج الأول كانت تشتغل معه أي مع الرجل الثاني وكانت على علاقة طيبة معه. أنا الآن ومنذ سنتين تقريبا لا أزال أعاني ضيقا في صدري ووساوس لا تزال تراودني اتجاه زوجتي. بيننا الآن طفل وأنا متردد في البقاء معها. سؤالي هو هل الصواب أن أطلقها بعد أن أضمن حقوقي في ابني أم أبقى معها إحسانا بها؟ مع أنني والله لن أنسى هذه الأحداث. أفيدوني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في معاشرة العاقد لزوجته ما يدعو للريبة، فالرجل بمجرد العقد الصحيح على المرأة يكون له حق الاستمتاع بها، فهي زوجته، ولكن جرى العرف أنه لا يسمح له بمعاشرتها حتى تزف إليه، فينبغي احترام هذا العرف، أما إذا حدث وعاشر العاقد زوجته، فلا تعد هذه المعاشرة حراماً، فهو قد عاشر زوجته التي أحلها له الله.

وأما احتفاظها بشريط مراسيم الخطبة، فهو غير جائز، وكان عليك أن تمنع ذلك ليس فقط من باب الغيرة عليها وإنما من باب إنكار المنكر مرضاة لله عز وجل، وما كان ينبغي لزوجتك أن تحدثك عن عملها مع هذا الرجل قبل زواجها، لكن ذلك كله لا يجعلك تسيء الظن بزوجتك، فإن الواجب إحسان الظن بالمسلم، والأصل براءته من التهمة، واعلم أن الشيطان يفرح بتلك الأمور ويسعى للإفساد بين الزوجين بمثل تلك الوساوس، وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم.

والذي ننصحك به هو أن تمسك زوجتك بالمعروف وتجتنب إساءة الظن بها، وتحذر من وساوس الشيطان ونزغاته، وأن تجتهد وإياها في إقامة حدود الله، وتتعاونا على طاعة الله.

وننبه السائل إلى أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ويترك الإقامة في بلاد الكفار، ولمعرفة حكم الإقامة في بلاد الكفار يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: ٢٠٠٧، والفتوى رقم: ٢٣١٦٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>