للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وعد زوجته بأن لا أتزوج عليها ويصعب عليه الالتزام بذلك]

[السُّؤَالُ]

ـ[بعد زواجي كنت وعدت زوجتي بأن لا أتزوج عليها وبعد ذلك ندمت أشد الندم على ذلك الوعد لأني أرى أنه من الصعب علي الالتزام بذلك الوعد فهل أكون آثما إذا تزوجت عليها؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوفاء بالوعد وإن كان لا يأثم بتركه عند جمهور العلماء، لكنه يستحب استحبابا أكيدا، وتركه مكروه كراهة شديدة. فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف:٣،٢}

ومدح الله نبيه إسماعيل فقال: إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا {مريم:٥٤} وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم إخلاف الوعد من خصال النفاق فقال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. متفق عليه.

وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٢٧٢٩، ٥١٠٩٩، ٩٨٧١٥.

وعلى ذلك فإن كنت تتضرر بعدم الزواج الثاني فلا بأس عليك أن تتزوج، واجتهد في إقناع زوجتك بهذا الأمر وإرضائها حتى تستقر بكما الحياة.

هذا إذا كان الوعد من قِبلك، أما إذا كانت زوجتك قد اشترطت عليك ذلك قبل العقد وقبلت هذا الشرط، فالراجح من قولي العلماء صحة هذا الشرط ولزوم الوفاء به، كما سبق بيانه في الفتويين: ٧٣٢٢٧، ٣٥٤٣٤.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: ٢١٩١٥

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>