للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خروج المرأة من بيتها لحفظ القرآن]

[السُّؤَالُ]

ـ[لكم خير الجزاء على كل ما تقدمونه من خلال هذه الشبكة الرائعة.. سؤالي باختصار, إنني فتاة مخطوبة لشاب أحسبه على خير ولا أزكي على الله أحدا.. وفي نفس الوقت الحمد لله أنا طالبة لعلم شرعي غير مختلط وأرتدي الحجاب.. كيف أقنعه بالحديث: خيركم من تعلم القرآن وعلمه, وهو يبارزني بالحديث: إذا المرأة خرجت استشرفها الشيطان ... هل خروج كل النساء لكل الأغراض بالفعل يستشرفها الشيطان أرجو الإفادة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة عورة, فإذا خرجت استشرفها الشيطان, وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها. رواه الترمذي في سننه, وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما عن عبد الله بن مسعود.

ومعنى استشرفها الشيطان كما في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: أي زينها في نظر الرجال، وقيل: أي نظر إليها ليغويها ويغوي بها. والأصل في الاستشراف: رفع البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب. والمعنى أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها، فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها، ويغوي غيرها بها، ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة، أو يريد بالشيطان: شيطان الإنس من أهل الفسق، سماه به على التشبه. اهـ.

وهذا السعي من الشيطان يشمل كل امرأة صالحة أو طالحة، ولكنه قد ينجح مع الطالحة، ويعجز عن إغواء واستشراف المؤمنة التقية المتحجبة الغاضة بصرها.

ولا ندري ما الذي تقصدينه أيتها الأخت بإقناع خطيبك بالحديث المذكور، فإن كان المقصود أنك تخشين أن يمنعك بعد الزواج من الخروج لحفظ القرآن، فإننا ننصحه - إن توفر الأمان من الوقوع في الفتنة - أن يأذن لك بالخروج لهذا العمل العظيم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>