للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يضر السحر بذاته أو بعهد بين الشيطان والساحر]

[السُّؤَالُ]

ـ[أولا: أعتذر إليكم أني أتيت الأبواب من ظهورها وذلك لأمر مهم جدا فتعجلت أن أرسل سؤالي من هذه الخاصية أرجو أن تقبلوه وتفتوني في أمري والسؤال واضح بأذن الله ما حكم من اعتقد أن السحر يضر بذاته أي أن هذه العقد والطلاسم والرقى هي التي تضر في بدن المسحور بذاتها من تدخل من الشيطان هذا إذا كان لا يعلم؟

وما حكم من اعتقد أن هذه العقد والطلاسم والرقى ليس لها أي ضر أو نفع وإنما هي عبارة عهد مبرم بين الساحر وخادم من الجن وأن الجن هو الذي يسحر أي يضر في بدن المسحور أو عقله وليس لهذه الطلاسم والعقد أي شيء سوى أنها عهد محترم بين الشيطان والساحر على استمرار الشيطان في تنفيذ أوامر الساحر مادام على الكفر؟ وإذا كان الجواب غير ذلك كيف نعتقد في هذه الطلاسم والعقد وغيرها الاعتقاد الصحيح ويا ليت لو تكون الإجابة على الإميل. والله ولي التوفيق.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن السحر حق ويحصل به الضرر للمسحور بإذن الله تعالى، ويدل لهذا قوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {البقرة:١٠٢}

قال الشيخ حافظ أحمد حكمي رحمه الله في سلم الوصول:

والسحر حق وله تأثير لكن بما قدره القدير

أعني بذا التقدير ما قد قدره في الكون لا في الشرعة المطهرة

وقال في شرح "وله تأثير": فمنه ما يمرض ومنه ما يقتل ومنه ما يأخذ بالعقول ومنه ما يأخذ بالأبصار ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه.. اهـ.

وقد استدل رحمه الله لكونه حقيقة بسورة الفلق وبما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من السحر كما في حديث الصحيحين، فالاعتقاد الصحيح أن أعمال السحرة يحصل بها الضرر أحيانا بإذن الله تعالى وقضائه وقدره.

وقد يحفظ الله من شاء من عباده بسبب تحصنهم بالتحصينات الربانية أو غير ذلك.

وأما اعتقاد أن السحر يضر بذاته أو بعهد مبرم بين الشيطان والساحر فهذا اعتقاد باطل ومعتقده يخشى على عقيدته، فالضر لا يكون إلا بقضاء الله وقدره.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>