للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم أخذ الزوج مهر امرأته وراتبها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة متزوجة من شاب مسلم وكان قد حدث عدة مشاكل قبل الزواج وتدخل فيها الأقارب ومن ضمن المواضيع التي قد طرحت موضوع عملي وقد سبق أنه عندما قمنا بالإصلاح جلست أنا وزوجي وأبي واتفقت معه أمام أبي أن لا يفتح معي موضوع العمل مرة ثانية وأنه موضوع منته بالنسبة لي لأنه مهم عندي جدًا ولا أقدر أن أستغني عنه أبدا، وتم ذلك، وعندما كان يأتي ليزورني عند أهلي كنا نتحدث في عدة أحاديث ومنها عن مقدرته المالية والديون وغير ذلك وكنت أنا أقول له أنا سوف أساعدك وأدفع معك وخططت معه أن أساعده في ثمن حجرة النوم وغير ذلك وأن أضع الراتب الذي أتقاضاه مع راتبه في البيت ليساعدنا على المعيشة وسداد ديونه وفعلا قد تم سداد جميع الديون من نقود وأجهزة منزلية وغير ذلك والآن بعد سنة ونصف من الزواج أطلب منه حقي في الراتب وأن آخذه كاملا لي وأن ينفق على البيت ليس لشيء بل كي أوفره لنشتري بيتًا لنا وقلت له إن هذا حق لي فرفض ذلك وقال لي إن راتبي يجب أن نضعه في البنك وندخره باسمي واسمه فقلت له كيف تستحل أن تأخذ من تعبي ومالي فقال لي اعتبري نفسك تضعي راتبك في البيت ونصرف ما نصرف وندخر الباقي وأنا لا أريد ذلك فتحايلت عليه وترجيته ولم يرضي بذلك أبدا وقال لي بالصراحة أنا لا أريد أن أُمَلكك أي شي وأنا \\\"بمسكش وحدة رقبتي\\\" وصارت الخلافات وكل يوم تزداد عن قبل والمشكلة أني أريد ذلك ليس من باب الحق فقط بل لأنه صدر منه مواقف أوحت لي بأنه لا يحافظ على العشرة ولا يقدر ما ساعدته فيه إطلاقا ولا وقوفي بجانبه فمرتين غضبت عند أهلي وذهبت للمنزل كي آخذ ملابسي وذهبي وبعض الملابس والنقود لأنها في البيت ففوجئت في المرتين أنه قد خبأ الذهب والنقود وقال لي إنه ليس من حقك أن تأخذي ذهبك مع العلم أنه من المهر الذي أعطاني إياه وقت الزواج وأيضًا النقود هي من راتبي وراتبه معًا وقد خبأها خوفًا من أخذ منها شيئًا؟ وبغض النظر عن ذلك فهو الآن لا يريدني أن أدخر لنشتري لنا بيتًا ويريدني أن أضع النقود باسمي واسمه معًا وأنا لا أريد ذلك ويتحجج بأننا اتفقنا على ذلك وأنا قلت له إنه ليس اتفاق بل إنه ذوق مني في ذلك من أول يوم زواج بدأت بمساعدته وسداد الدين الذي عليه والأجهزة وحجرة النوم فيقول لي إذن اتركي عملك وأنا قلت له إننا اتفقنا على عملي منذ البداية واشترطت عليك أمام أبي ذلك مع العلم أنه ليس بميسور الحال جدًا ولكن مستورة ونحن نجلس الآن في بيت حماتي وحماي وأنا أريد بيتًا لي وليس لديه غير وظيفته ولا أملاك ولا تجارة ولا ورث ولا غير ذلك وهو يضع شرطا مقابل عملي أن أضع راتبي في البيت فما رأي الدين في ذلك وهذه هي حكايتي فماذا أفعل معه خصوصًا إنني أحس أنه مادي ولا يفكر سوى بالمال الذي اجنيه من عملي ليأخذه وأنه مقابل عملي يجب أن أضع راتبي في البيت وإذا لا أريد فلا تعملي مطلقًا فما هو رأي الدين في ذلك؟ وهل يحق له الآن أن يقول لي اتركي عملك مع أنه تم الاتفاق على الموضوع بيني وبينه وبين أبي قبل الزواج ولم يعترض على ذلك من قبل مع العلم أنه لدي صبي صغير عمره ٨ شهور؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للزوج أخذ شيء من مال زوجته مهرا كان أو مرتبا، ما لم تكن راضية بذلك.

كما لا يجوز له كذلك التراجع عن إذن العمل لها بعد أن اشترطته عليه عند النكاح أو قبله، وراجعي في هذا الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٥٥٥، ٣١٦٣١، ١٣٥٧.

ورغم هذا فإنه ينبغي للسائلة أن تحاول التفاهم مع زوجها وتقنعه بحاجة الأسرة الأكيدة إلى أن يكون لها بيت يخصها، ولا بأس أن تذكريه بأن الشرع أثبت لك عليه أن يسكنك في بيت مستقل، وليحمد ربه أنك مستعدة للمساعدة في تحصيل هذا البيت، وهذا ما ينبغي أن يعتبره دورا إيجابيا منك تستحقين عليه الثناء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>