للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[امتناع الشخص عن كتابة الباطل هو الصواب]

[السُّؤَالُ]

ـ[في هذا اليوم عندما دخلنا إلى مادة النشاط العلمي وخصوصا أنني مع خلاف مع المعلم في مسألة علمية وقد أغلقنا ملفها ولكن هذا اليوم في آخر الدرس قال لنا إننا سنكتب نهاية الدرس الذي نكتبه وأنه هنالك بعض التلاميذ الذين لن يعجبهم الذي سنكتبه ونظر إلي ونريد أن نكتب ومن بعد قال إن البشر والحيوانات كلهم أتوا من شخص واحد يعني من كائن واحد ولكن بعد مر العصور كل حيوان أو شخص أخد كونه وأنا توقفت عن كتابة تلك الجملة لأنني قلت له إن الإنسان لا علاقة له مع الحيوانات وأن الله هو الذي خلقه وخلق كل ما في الأرض والسماء وأن الحيوانات والإنسان لم يكن لهم كائن مشترك أبدا وأن تلك النظرية العلمية غير صحيحة وقال لي إذن ائتي لي بالدليل على ما تقوله ولا أريد دليلا يتعلق بالدين وقلت له إن تلك المسألة لا يتقبلها العقل ولا الفكر الصحيح والإنسان العاقل الذي يميز بين الطيب والخبيث وقال لي إنني آخذ موقفا من الدين وقلت له أن لا علاقة بالدين بما أقوله فقط لا أريد أن أكتب تلك الجملة لأنها غير صحيحة أبدا وأن لكل واحد معتقداته وعلى كل شخص أن يحترم الآخر وأن لا أريد أن أكتبها فلدي أسبابي الخاصة وهذا شأني وقال لي إنها نظرية علمية ولا يقول إنها صحيحة أو كاذبة ولكن يمكن الأخذ بها وقال لي إن علي أن أخرج من الجحر الذي أنا فيه وقلت له إننا في دولة علمانية وديمقراطية رغم أن مفهوم الديمقراطية هي كل القوانين التي فيها مصلحة الناس وأننا لدينا الحق في الاختلاف وعندما خرجت من القسم قلت لزميل لي جزائري أن كتبها وقال لي لا ولكن المعلم لم يقل له أي شيء وهاجمني أنا لأنني أن الذي كنت دائما أقول له لا ذلك غير صحيح وقال لي زميل آخر من أصل أمريكي هل رأيت يا محمد الإنسان أتى من القرد حتى المعلم يقول ذلك أنت وحدك الذي لا تقبل تلك النظرة العلمية وأجبته بأن المعلم هو أيضا مسيحي أو ملحد وأنا أكثرية التلاميذ في القسم مسيحيون ولا يعرفون شيئا عن الإسلام وقال لي إنني إنسان متطرف وأن المسلمين حتى هم يعتقدون بتلك النظرية وأجبته أنه عليه أن يسكت وأنه لا يعرف أي شيء عن الإسلام سوى الصورة المسيئة التي تنشرها وسائل الإعلام الأوربية والأمريكية وإن كنت متطرفا كما يقول وما دخله في الموضوع وأنا لست متطرفا أبدا بل أتبع الحق أهل السنة والجماعة والسلف الصالح وقلت له إن عليه أن يغير نظرته إلى الإسلام وأن لا يمسه أبدا بكلام سيء وكل الزملاء الآخرين ينظرون إلي بنفس النظرة وقال أحدهم أنا لا أحب مواقف محمد وخصوصا في ما يقوله عن الإسلام وللمزيد عن المعلومات أنا صاحب السؤال رقم:٢١٦١٧٩٤ والرقم ٢١٦١٨٠١ فإذن هل ما فعلته صواب إنني لم أرد أن أكتب تلك الجملة لأن الإنسان عندما يكتب شيئا فهو يعني موافق على ذلك الشيء الذي يكتبه وكيف أتعامل مع زملائي وخصوصا أنهم من الأمريكيين والانجليز والدنمارك والفرنسيين والأسبان كما إنني أوجد في بلاد الغرب ولا داعي أن تشيروا لي إلى الفتاوى عن العيش في الغرب لأنني تفحصتها وأيضا لماذا ليس هنالك علماء يأتون إلى أوروبا من أجل التعريف بالإسلام علماء مشهورون وأن يطلبوا من القنوات الأوربية استضافتهم لكي يشرحوا للغرب ما هو الإسلام لأن هنا الكثير لا يعرف عنه سوى ما يراه في التلفاز.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الرد على سؤالك، نريد أولا أن نزيدك معرفة بنظرية دارون المعروفة بنظرية النشوء والارتقاء أو بنظرية الانتخاب الطبيعي، ولك أن تراجع فيها فيما قيل عنها فتوانا رقم: ٤٧٥٥.

وما فعلته من الامتناع عن كتابة الجملة المذكورة هو الصواب، لأنها تشتمل على منكر يجب إنكاره حسب الاستطاعة.

وفيما يخص تعاملك مع زملائك المذكورين، فينبغي أن تحرص في تعاملك على دعوتهم إلى الإسلام وتعريفهم به، ويمكنك أن تنتهز الكلام عن بطلان نظرية النشوء والارتقاء ضمن الدعوة إلى الله.

ولتكن دعوتك لهم بتوخي الحكمة والجدال بالتي هي أحسن واختيار الكلمات المؤثرة، كما قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:١٢٥}

واعلم أنك إن وفقك الله إلى أن تكون سببا لهداية بعض هؤلاء فإنه يكون لك بذلك خير كثير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.

واصبر واحتسب فيما يصيبك من أذى فإنك مأجور بكل ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>