للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا تستعجل في طلاقها]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت بفتاة مسلمة عاشت كل حياتها هنا بفرنسا، فقد حاولت منذ البداية تلقينها الأصول الإسلامية، فهي ولله الحمد تغلب عليها الفطرة الدينية، ولكن طبعها جاف ويغلب عليها حب السيطرة وعدم الاقتناع بوجوب طاعة الزوج والدور الحقيقي للمرأة المسلمة داخل الأسرة مما يجعل حياتنا كثيرة الشجار والسب والإهانات من الطرفين، فكرت مراراً في الطلاق ولكن رحمة بطفلتنا التي لا أريد أن تضيع بعيداً عني، فأهل زوجتي الله يهديهم أناس غير متدينين، كما أنني أصبحت اعتبر نفسي مسؤولاً عن تلقين المبادئ الإسلامية لهذه الزوجة التي لم تنشأ نشأة إسلامية، الشيء الذي جعلني أتردد في اتخاذ أي قرار، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بالصبر على زوجتك، وتعليمها مبادئ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فالدعوة والتربية تحتاج إلى صبر، وإلى مدة طويلة، فلا تعجل عليها، ثم اعلم أن للمجتمع الذي تعيش فيه أثر على زوجتك، وربما لا تستطيع إقناعها بهذه المبادئ وأنت تعيش في هذا المجتمع المناقض لهذه المبادئ، فما تبنيه أنت يهدمه ألف هادم بعدك، ومثلك كمثل من يبني بيتا في الهواء، أو في الماء، لذلك فابحث عن مكان يساعدك على تعليم زوجتك وتربيتها، ولا تستعجل في طلاقها.

وأما البنت في حال وقوع الطلاق، فاحرص -إذا بلغت سن التمييز- على ضمها إليك حتى تتمكن من تربيتها التربية الصالحة، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ ذو الحجة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>