للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[دواء العشق وما يفعل من يريد الزواج من فتاة بعينها]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله كل خير لجهودكم في إرشاد السائلين.... مشايخي الأعزاء.. لقد أرسلت لكم تساؤلات كثيرة وبفضل الله تمت إجابتي ولقد استفدت منكم كثيراً.. وخصوصا عن موضوع العشق والقرب من الله ... أساتذتي الكرام.. منذ أيام المراهقة ومرض العشق يلاحقني.. فمنذ أن بلغت أحببت ابنة عمي وهويتها لدرجة كبيرة لمدة سنتين.. ولكني لم أصارحها بذلك وبفضل الله ما إن دخلت الجامعة نسيتها وشفيت من هذا المرض.. ونفس القصة تكررت في الجامعة.. لقد عشقت زميلة دراسة لي.. ولم أصارحها أيضا بذلك.. ولكني كنت دائم المساعدة لها وأدرسها كثيراً بحكم تفوقي في الدراسة واستمررت على هذه الحالة مدة السنتين أيضا دعوت الله كثيراً لأن يشفيني من هذا المرض والحمد لله رب العالمين ما إن تركت الجامعة فقد أنساني الله إياها وفرحت بذلك كثيراً وارتحت.. ما أن تخرجت وبدأت أن أبحث عن عمل حيث كان عندي الكثير من وقت الفراغ -ليتني استغللته في حفظ القرآن الكريم والتفرغ لحفظ القرآن الكريم- ونظراً لوجود الإنترنت والشات تعرفت على فتاة وتطورت العلاقة إلى أن أصبح الحديث عبر الهاتف.. استمرت سنة على هذه الحالة يا أساتذتي.. وبعدها تبت إلى الله وقررت أن أقلع عن هذا الذنب ودعوت الله كثيراً وبفضل الله عز وجل لقد تخلصت منه وبعدها عاهدت الله عز وجل أن لا أرجع إلى مثل هذه التفاهات وقررت بأن أفعل شيئا لله.. فقد تركت سماع الأغاني إلى أيامنا هذه.. الحمد لله رب العالمين.. ولكن بعدها وقعت في شباك الشات مرتين ولكن يشهد الله عز وجل بأن حديثنا لم يمس حياء إحداهن أو شرفهن.. فكله كان حول التقرب إلى الله.. فبحمد الله دعوته كثيراً واستشعرت بعظم من عصيت.. وتاب الله علي برحمته حتى هذه اللحظة قررت أن أفعل شيئا لله عز وجل مع مجيء شهر رمضان المبارك قررت التغيير.. قررت أن أترك العادة السرية وأن أواظب على النوافل وقيام الليل في معظم الأيام.. والمداومة على أذكار الصباح والمساء.. وبفضل الله عز وجل أنا مواظب على قراءة القرآن والصلاة في المسجد.. أساتذتي الأعزاء والله أني أحبكم في الله أنا الآن داخل في الرابعة والعشرين من عمري.. موظف أعمل في غير مجالي وأدعو الله كثيراً أن يفرجها علي بوظيفة ذات راتب عال وأن يرزقني الزوجة الصالحة.. وأن يقدرني الله عز وجل على أن أسدد ديون أهلي وأحججهم، لي ابنة خالة عمرها ١٦ عاما ... أحسبها مؤمنة وتقية فهي تحقق المواصفات المرأة التي أريدها.. دين وأخلاق عالية وتقى وجمال وهي أيضا عقلها أكبر من عمرها وعندها من المنطق ما يضاهي كبار السن، فأنا دائم الدعاء بأن يرزقني الله عز وجل هذه الفتاة كزوجة صالحة لي في المستقبل.. بعد ٣ أو أربع سنين.. بدأ قلبي يتعلق بها.. إلى أن أصبحت أغار عليها، مع العلم بأني لم أخبر أحداً في هذا الأمر، إنه بيني وبين الله عز وجل ولم أشعرها أبداً ولن أشعرها أيضا أريد أن أشفى من هذا المرض كليا وبنفس الوقت أريدها كزوجة صالحة لي، فهل أغير الدعاء أم ماذا أفعل، مرات كثيرة أدعو الله أن يتولى أمري في هذه الفتاة.. فما هي طبيعة المشكلة التي عندي وما حلها كما ذكرت لكم، قلبي تعلق بفتيات كثيراً وتخلصت منهن بفضل الله عز وجل.. فهل هذا نقص في شخصيتي أم عيب فيها، وما تحليلكم لهذه الشخصية، علما بأني الحمد لله أحاول كثير في غض البصر وعدم متابعة التلفاز من أجل أن أبتعد عن الفتنة.. ولكن ما أن أرى فتاة جميلة أفتن بسرعة.. فأرجو منكم إرشادي وأن تدلوني على الطريق الصحيح وإعطائي بعض النصائح لعل وعسى أن أشفى من هذا المرض؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن ويوفقك لما يحب ويرضى، ويباعد بينك وبين معاصيه كما باعد بين المشرق والمغرب.

وأما ما سألت عنه حول داء العشق والتعلق بمن تصادفه غالباً من النساء فنحيلك في علاج ذلك إلى ما بيناه في الفتوى رقم: ٥٧٠٧، والفتوى رقم: ٩٣٦٠.

وأما الفتاة التي تود الزواج بها لما ذكرت عنها فلا حرج عليك في الدعاء بالزواج منها، وينبغي لك أن تخطبها من ولي أمرها وتعقد عليها ثم تؤجل الدخول إلى أن تستطيع ذلك حسبما تتفقان عليه، ولكن قبل ذلك يستحب لك أن تستخير الله عز وجل فيها وتكل أمر الخيرة إليه، وسييسر لك حينئذ ما فيه صلاح أمرك من الإقدام على خطبتها أو الإعراض عنها.

وقبل حصول ذلك وقبل أن تتعفف بالزواج وتحصن نفسك به من الشيطان ووساوسه وحباله فنرشدك إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم معاشر الشباب كما في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أي: وقاية فالسبيل المشروع لإحصان الفرج عن السوء وإعفاف النفس عن الحرام إنما يكون بالزواج، فإن لم يكن ثم استطاعة فيكون السبيل هو كثرة الصيام حتى تفتر الشهوة وتنكسر حدتها، كما نرشدك إلى الابتعاد عن جميع الوسائل المفضية إلى الافتتان بالنساء مثل النظر إليهن ومخالطتن أو محادثتهن أكثر مما دعت إليه الحاجة. وللفائدة في ذلك انظر الفتوى رقم: ٣١٢٧٩، والفتوى رقم: ٢٤٥٨٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>