للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا إثم عليه في تركه لك]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد فتواكم بشأن شاب تعرفت عليه من خلال العمل حيث نعمل في مكان واحد وقد عبر لي عن حبه وإعجابه بي وهو شاب متدين وخلوق جداً ومتميز في عمله وخلقه بشهادة الجميع ونحن على حب منذ سنة تقريبا ولكن في حدود الدين والأدب ولم يصدر عنا ما يمكن أن يعاب.. وهكذا وبعد سنة من نمو مشاعري وأحاسيسي تجاهه يريد أن يسافر لإكمال دراسته العليا والتي قد تستغرق سنتين وهو يطلب مني أن أنتظره طوال هذه الفترة بدون أي ارتباط رسمي بيننا.. فهل يحق لهذا الشاب أن يسافر ويتركني بعد كل هذه المدة وكل هذه المشاعر التي زرعها في داخلي، هل عليه إثم في هذه الحالة، فأنا إنسانة ولي مشاعري وأحاسيسي ولا أقوى على الانتظار بعد كل هذه المدة.. أريد أن أعرف الحكم الذي يلحق بهذا الشاب في مثل هذه الحالة وماذا تقولون لأمثاله من الشباب الذين يزرعون الأمل في أمثالي من البنات العفيفات المتدينات؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن الاختلاط في العمل بهذه الصورة محرم، وأن التساهل في النظر بين الرجال والنساء، وإنشاء علاقات بهذه الطريقة التي ذكرت في السؤال أمر لا يقره الإسلام في شيء.

وإن الواجب عليكما التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما فرطتما في جنبه، وعقد العزم على عدم الوقوع في مثل ذلك مستقبلاً، وأكثرا من الاستغفار والأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وقد سبقت أجوبة مفصلة في ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة نحيلك على بعضها للفائدة وعدم التكرار: ٣٦٧٢، ٩٤٦٣، ١٧٦٩.

وإن كنت ابتليت بداء العشق، فانظري علاج الإمام ابن القيم له في الفتوى رقم: ٩٣٦٠.

وبالنسبة لسؤالك: هل على هذا الشاب إثم في سفره وتركك بعد إنشاء هذه العلاقة بينكما؟

فالجواب: أنه لا إثم عليه في تركه لك، فليس لك حق عليه، إذ ليس بينكما رابطة شرعية يطالب برعاتها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ربيع الثاني ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>