للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المحادثة بين الجنسين بغير حاجة باب فتنة يجب إغلاقه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود أن أستشيركم في أمر أنا طالبة بالجامعة..ملتزمة ولله الحمد..حجابي ساتر ولله الحمد..معي زميل لي في نفس الجامعة..هو أيضا ملتزم ومحافظ على صلواته في المسجد وأحسبه على خير والله حسيبه..

الحكاية..أننا في الكلية يطلب منا القيام ببعض البحوث..بحيث نكون مجموعة تعمل هذا البحث على النت..المهم هذا الأخ كان معي في البحث..لا نتحدث إلا لضرورة..فالحمد لله أنا أمتنع تماما عن الوقوف في الجامعة مع ولد أو الحديث بدون داع (تقوى لله)

في يوم ما اضطررنا على أن يأخذ إيميلي وأخذ إيميله..لأغراض البحث..فعلا أضافني عنده في الماسنجر.. وأرسلت له البحث وانتهى الأمر..

طبعاً أحسست بنوع من الإعجاب في عين هذا الشخص..وبصراحة أنا كنت معجبة بدينه وخلقه..لكن أقسم بالله العلي العظيم أني لم أبين له ذلك أبداً لا بتعريض أو تصريح..كنت أتجاهل الموقف داعيةً المولى أن يرزقني به زوجاً إن كان خيرا لي..

طبعاً الحمد لله مبدأ الوقوف في الجامعة والتحدث مرفوض عندي وعنده..تقوى لله ثم حفاظاً على سمعتي.. المشكلة أنه هو مسجل عندي في الماسنجر وفي بعض الأحيان أدخل ويكون هو فاتحا أو العكس..في البداية كان يتحدث معي عن الدراسة والامتحانات وهكذا ... شعرت منه أنه يحاول يعرف كيف تفكيري ما هو مدى تديني..كان يسأل أسئلة في الدين، يرسل دروسا دينية..شعرت بإعجابه بإجاباتي..لكن لم يحدث أي كلام خطأ..لأني كنت حازمة وجادة ولا أسمح بالمزح بصراحة أنا كنت متضايقة جداً من موضوع الماسنجر..أشعر أني في خلوة بالرغم من أنه الحمد لله لم يتم بيننا شيء خطأ من خضوع بالصوت أو غيره..فالحديث كله بالكتابة أنا سمحت له فقط بالتحدث معي حتى يفهم تديني..حيث إنني شعرت أنه يريد أن يفهم..لأنه هو الذي يبدأ الحديث دائماً لكن بصراحة هذا الأمر ضايقني لأنني أول مرة أتحدث فيها مع شاب حتى لو في الخير..الحمد لله لم نتحدث كثيراً فالموضوع جديد..قمت بعمل بلوك له حتى لا يعرف كل مرة أنني دخلت..حتى لا نتحدث كل مرة..

سؤالي: الآن لكم هل أتحدث معه بصراحة أن موضوع الماسنجر هذا أنا غير مرتاحة له..ولابد من أن نتركه لوجه الله..طالما لا توجد ضرورة أم أعمل له أنا بلوك وأمسح أميله من عندي من غير أن أتكلم.... خصوصاً أننا في الكلية كل يوم.. فأمر محرج، أنا معجبة به ولا أريد أن أخسره..وفي نفس الوقت لا أريد أبداً أن أغضب ربي ولا أن أبدأ خطوة من خطوات الشيطان دلوني بالله عليكم ماذا أفعل وأتصرف بحكمة وعقل.. تجعل ربي راضياً عني وهذا هو أهم شيء عندي.. وفي نفس الوقت أن يعلم هذا الشخص بأنّني عفيفة ولا أريد إلا ما يرضي الله..فأرتفع في نظره ويزاداد تمسكاً بي..فأنا لا أعلم ربّما يفعل ذلك ليختبرني ويرى تصرفي أيضاً ما رأيكم في شخصه..فهل معنى أنه تحدث معي على النت يعني أنه ضعيف إيمانيا خصوصاً أنه حديث الالتزام..فقط هو جاد جداً في التزامه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان أن الدراسة في الجامعات المختلطة لا تجوز إلا عند الحاجة الشديدة كما في الفتوى رقم: ٢٥٢٣.

كما سبق بيان أن المحادثة بين الرجال والنساء الأجانب، بواسطة النت أو غيره لا تجوز من غير حاجة، وبيان ضوابطها في الفتوى رقم: ٤٦٦٢.

أما عن سؤالك، فاعلمي أن ما وقعتما فيه من المحادثة بغير حاجة معتبرة شرعاً، هو استدراج من الشيطان، وهو باب فتنة يجب إغلاقه، فعليك بإلغاء عنوانه من بريدك دون تردد، وقطع العلاقة معه، إلا إذا دعت لذلك حاجة معتبرة، مع الالتزام بالضوابط الشرعية.

وإذا كنت ترغبين في الزواج منه وكان ذا دين وخلق فبإمكانك أن تعطيه إشارة بذلك ثم تعتذري له عن التواصل معك حتى العقد الصحيح وتمتنعي عن ذلك تماما حتى العقد الصحيح.

وأما عن سؤالك عن هذا الشاب، فلا يمكن أن نحكم عليه بضعف الإيمان بالمرة ولكن ما حدث منه، يدل على ضعف في التزامه، فإن المشروع لمن أعجبته فتاة أن يخطبها من وليها، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، واعلمي أنك ما دمت حريصة على البعد عما يغضب الله، وتطلبين مرضاة ربك، بمخالفة هواك، فذلك علامة الخير وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، وعليك بكثرة الدعاء أن يعصمك الله من الفتن ويرزقك بالزوج الصالح، فإن الله قريب مجيب٠

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>