للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العمل في جو من الأحقاد مع مخالفة النظام]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من مشاكل كثيرة في عملي حيث توجد أحقاد وكراهات وتباغض وحسد واحتقار ونظرا لأني صغير السن أو لأسباب أخرى لا أعلمها المهم أنني أصبحت في عداء مع الجميع لأنني أحب أن أكون واضحا صريحا باطني هو ظاهري لا أخفي شيئا وهم في الغالب على عكس ذلك ويريد بعضهم أن أكون "إمعة" ألبي له كل ما يطلبه علما بأن ما يطلبه مخالف لنظام العمل. ولأني أنا وحيد وأخشى أن يتحزبوا علي جميعا وأنا لا أعلم بمكائدهم. فهل أنا آثم وبماذا تنصحني، إذا كان رب العمل لا يفعل شيئا مع علمه تقريبا بكل صغير ة وكبيرة في العمل.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تؤدي عملك على الوجه المشترط عليك، وأن لا تخون الأمانة الملقاة عليك.

وما ذكرته من أنك تحب أن تكون واضحا صريحا: باطنك هو ظاهرك، ولا تخفي شيئا، وأنهم في الغالب على عكس ذلك، ويريد بعضهم أن تكون إمعة، تلبي لهم كل ما يطلبونه ...

إذا كنت تقصد من هذا أن طبيعة عملك تجعلك في مسؤولية عن حال الآخرين، وهم يريدون منك التغاضي عن تصرفاتهم التي وصفتها بأنها مخالفة للنظام ... فالواجب أن لا تطيع أولئك فيما يريدونه؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

اللهم إلا إذا كان قولك: وبماذا تنصحنى إذا كان رب العمل لا يفعل شيئا مع علمه تقريبا بكل صغيرة وكبيرة في العمل ... تقصد منه أن رب العمل يرضى بأن يستمر العمال على الحال التي هم عليها، ولا يبالي بمخالفتهم لنظام العمل ... ففي هذه الحالة ينبغي أن تجتمع به وتطلب منه المصارحة بما يريد أن يكون عليه العمل.

وعلى أية حال، فإن الحكم عليك بأنك آثم أو غير آثم يستمد مما أنت عليه من القيام بواجبك أو التفريط في شيء من ذلك الواجب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>