للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأفضل تحقيق رغبة الأب وإن كان لا يمانع بما ترغب]

[السُّؤَالُ]

ـ[شيخي الفاضل

أنا مبتعث للدراسة في الخارج على حساب الدولة, وعند مناقشة والدي في السفر للدراسة في أمريكا لم يعارض ولكنه بدأ يذكر عيوبها، ثم ذكر فائدة الدراسة في دولة عربية مجاورة، وترك الخيار لي مع العلم بأنني الابن الكبير ولي أخ واحد فقط غير متواجد دائما والبقية أخوات وأنا أعاون والدي في المعيشة، سؤالي هو: حيث إن الوالد لم يعارض بشكل مباشر على الدراسة في أمريكا رغم إحساسي بعكس ذلك حيث شعرت بأنه يريدني بجانبه في هذا السن الكبير، فهل مجرد الإحساس فقط بعدم رغبته في أمريكا يحتم علي الدراسة في بلد عربي مجاور وعدم فعل ذلك يعتبر عقوقا للوالد, أو أني مبالغ في هذا الإحساس، وبشكل دقيق هل أتبع الإحساس إرضاء للوالد وأترك مستقبلي في دراسة أمريكا القوية أو أني مبالغ في الموضوع؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

الأولى بالمسلم أن يلتزم ما يحبه أبوه، ومع ذلك فإن أباه إذا أعطاه الخيار فلا حرج عليه في اختيار ما ليس بأولوي عند الأب مما لا يتعارض مع تعاليم الشرع.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شك في أن الحرص على إرضاء الوالد والبعد عما يسخطه هو دأب المؤمن العاقل، لما ورد من التأكيد على ذلك، فقد جاء في الأدب المفرد عن عبد الله بن عمر قال: رضا الرب من رضا الوالد، وسخط الرب من سخط الوالد. قال الألباني: حسن موقوفاً، وصح مرفوعاً.

وروى الترمذي من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. فإذا انضاف إلى هذا أن الإقامة في بلاد الكفار لا تنبغي إلا لضرورة أو حاجة معتبرة، كان ذلك يكفي للقول بأن الأولى بك أن تترك الدراسة في ذلك البلد وترضى بها في البلد الذي يحبه أبوك، ومع هذا فإننا لا نقول بأن ترك الدراسة في البلد المذكور متحتم عليك، طالما أن أباك قد ترك لك الخيار في ذلك، وأنك ستكون متمكناً من إقامة شعائر دينك وواجباتك، وتأمن على نفسك من الفتنة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>