للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هذا النوع من المرض لا يمنع من الزواج شرعا]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي مشكلة فيما يخص زواجي حيث إنني أقطن ببلجيكا وتعرفت على فتاة من خلال أخيها حيث إنها لا تملك أوراق إقامة وأردت الزواج منها إلا أنني بعد حديثي معها لعدة مرات علمت أنها مريضة بالأعصاب وتفقد السيطرة على عضو من أعضائها لمدة قد تتجاوز الساعتين وهذا يشكل مشكلة بالنسبة لي مع أنها احتجبت بطلب مني ومشكلة أخرى هي أنني شككت أنها كانت على علاقة بأحد الأشخاص وربما كانت لها معه علاقة مباشرة من اللمس والقبل وعلمت ذلك من خلال حيلة قمت بها لمعرفة ماضيها وما إذا كانت لها علاقات سابقة فاكتشفت علاقتها بالفعل وهذا يشكل مشكلة بالنسبة لي سواء نفسيا أو معنويا واحترت في أمري ولا أعرف ماذا سأفعل.. هل أتزوجها مع أنني غير مرتاح لعلاقتها الماضية وبذلك يمكن أن تحصل على أوراق إقامة في هذا البلد وستبقى علاقتي بصديقي جيدة وإنني والله شاهد على أنني أريد أن أعف نفسي مما أراه من انحلال خلقي في هذا البلد.. أو أرفض وأخسر صديقي وربما تسوء علاقتي به.. فكيف سأتصرف حفظكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع شرعاً من أن تتزوج من هذه الفتاة، وخاصة أن عندها الاستعداد الشخصي لقبول الحجاب والاستقامة على شرع الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

وأما ما اكتشفت أنه صدر منها فلا يُجزم به وربما يكون خطأً، والمسلم محمول على العفة والبراءة.. ما لم يدل دليل على أنه مذنب. وعلى افتراض أنه صحيح فلا يمنع من الزواج ما دامت قد التزمت وتحجبت ... فالظاهر أنه كان خطأ قبل الالتزام، وفيما يخص إصابتها أو مرضها فإن هذا النوع من المرض لا يمنع من الزواج شرعاً، ولكن يمكنك أن تستشير النصحاء الأمناء من أهل الاختصاص إن كان له تأثير على الحياة الزوجية، كما ننصحك أولاً وقبل كل شيء بتقوى الله تعالى وبالاستخارة الشرعية. وقد بينا كيفيتها في الفتوى رقم: ٤٨٢٣، فنرجو أن تطلع عليها، كما نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: ١٠١٩٠، والفتوى رقم: ٩٤٨٢٢ للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الثاني ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>