للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قص مناقير البط والدجاج يدور حكمه بين المفسدة والمصلحة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يحل قص منقار البط لمنعه من أكل ريشه أو قص منقار الدجاج لمنعه من أكل بيضه ومنعه من نقر بعضه البعض؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تعذيب الحيوان لغير غرض شرعي معتبر لا يجوز، وقد أمر الشارع بالإحسان إلى كل شيء حتى الدواب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم.

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ كل ما فيه الروح غرضا، قال: لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً. أخرجه مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

وعليه.. فإذا وجدت وسيلة تمنع البط من أكل ريشه، والدجاج من أكل بيضه ومن نقر بعضه البعض، ولا يكون فيها تعذيب لهذه الحيوانات وجب المصير إليها، وحرم حينئذ قص مناقيرها، وإذا لم يوجد شيء يحول دون ذلك غير قص المناقير، فإنه ينظر في الأمر، فإن كان يتضرر بوجود هذه المناقير تضرراً أكبر من ضرره عند فقدها فإنه تشرع حينئذ إزالتها من باب ارتكاب أخف الضررين؛ وإلا فلا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>