للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم المال الذي اكتسبه الكافر قبل إسلامه]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم مال الكافر إذا أسلم هل يستعمله بدون حرج؟ وما حكم مال المسلم إذا اكتسبه من حرام ثم تاب بعد ذلك توبة نصوحا هل يتصرف فيه بدون حرج؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمال الذي اكتسبه الكافر قبل إسلامه لا يخلو من أن يكون قد كسبه عن إحدى طريقين؛ فإما عن طريق مباح فهذا حكمه واضح، وهو الإباحة قبل الإسلام وبعده، وإما عن طريق محرم كعقود الربا والميسر وبيع الخمر ونحو ذلك من العقود المحرمة شرعا، فهذه يعفى له عن ما قبض منها قبل إسلامه، أما ما لم يقبض ثم أسلم فلا يحل له. قال تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة: ٢٧٥} أي ليس عليه رد ما أخذ من الربا قبل الإسلام، ويجب عليه رد ما أخذه من زيادة لمن أخذه منه أو لورثته، وإن كان لا يعلمه فعليه أن يتصرف به في وجوه الخير.

جاء في أحكام القرآن للجصاص ما يلي: قوله تعالى فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فالمعنى فيه أن من انزجر بعد النهي فله ما سلف من المقبوض قبل نزول تحريم الربا، ولم يرد به ما لم يقبض.

وأما الشق الثاني من السؤال فانظر جوابه في الفتوى رقم: ١٨٢٧٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ محرم ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>