للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الخمر حرام ولو لم يسكر شاربها]

[السُّؤَالُ]

ـ[المعروف هو أن الخمر محرم كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)

وقال تعالى في الآية الكريمة (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) .. هذا يعني أن شارب الخمر تقبل صلاته إذا لم يكن سكرانا

أي شارب لحد السكر

والغاية من تحريم الله تعالى الخمر هو تحريم السكر أي الإفراط في الشرب

فهل شرب الكحول في المناسبات فقط وبمقدار ضئيل محرم إذا لم يصل أبدا إلى درجة السكر؟

أرجو الإجابة شاكرة لجهودكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك وأن يهديك سواء السبيل.

واعلمي أن الخمر قد مر تحريمه بمراحل، فآية: [لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى] (النساء: ٤٣) هي المرحلة قبل الأخيرة في تحريم الخمر، ولما نزلت بدأ الناس يشعرون بالحرج، حيث ضيقت عليهم الوقت الذي يشربون فيه الخمر، فالصلوات متقاربة متعاقبة وخاصة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، حتى إنه روي عن عمر أنه دعا وسأل الله أن يبين في الخمر، أي ينزل البيان النهائي، هل هي حرام أم لا.

ولتراجعي التدرج في تحريم الخمر في الفتوى رقم: ٢١٢١١.

ولا يجوز لأحد غير متمكن أن يأخذ الأحكام مباشرة من القرآن أو السنة بفهمه البسيط، بل يجب الرد للعلماء وسؤالهم.

قال تعالى: [وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ] (النساء: ٨٣) ، والناس لا يتدخلون في الشؤون التخصصية في كل علم ومجال إلا في علم الشريعة والدين، فتجدهم يدَّعون العلم والاجتهاد، ويقولون على الله بغير علم، وهذا مما حرمه الله.

قال تعالى: [وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] (النحل: ١١٦_ ١١٧) . نسأل الله العافية.

والخمر حرام كله، كثيره وقليله (وما أسكر كثيره فقليله حرام) .

ولتراجع أحكام الخمر وحد المسكر في الفتاوى: ١٧٠٥٦، ١٦٠٦٥، ٣٥٨١٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>