للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تقدم لها شاب مدخن ولا يكافئها فكريا واجتماعيا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة ملتزمة، عمري ٣٢ سنة وبفضل الله متعلمة وحاصلة على الماجستير وتقدم لي شاب من عمري، مهذب من عائلة مستورة، ولكن مدخّن من الدرجة الأولى،ولا يحمل شهادة جامعية، حتى أن طبيعة عمله بسيطة لا تحتاج لمهارات وقدرات ذهنية فيقوم بأعمال مكتبية بسيطة وعندما جلست للحديث معه شعرت أنه غير مكافئ لي فكرياً على الرغم من قدرته وكفاءته المادية، ولكن موضوع الشهادة يعني لي الكثير من حيث التكافؤ الفكري والاجتماعي حتى لا ينعدم الحوار بيننا فهذه حياة مشتركة ستستمر مدى الحياة فما رأيكم، هل التكافؤ الفكري سبب في اختيار الزوج حيث إني أبحث عن شخص أكون فخورة به بغض النظر عن شهادته ولكن أشعر أنه أفضل مني فهل هذا من حقي؟ وشرعاً مقبول؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكفاءة المطلوبة في الزوج على الراجح من أقوال العلماء هي الكفاءة في الدين، لقول الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. {الحجرات:١٣}

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة، أما غير الدين من المال أو الجاه أو نحوهما فلا عبرة به، فالفقير كفؤ للغنية، والخامل كفؤ لذات الجاه. أما الكافر فليس كفؤا للمسلمة بإجماع، والفاسق ليس كفؤا للعفيفة، بل إن بعض أهل العلم منع من زواج الملتزمة بالفاسق ومع أن الكفاءة تعتبر في الدين.

ولا مانع من الالتفات إلى بعض الصفات الأخرى، لأن الزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، وكل ما من شأنه أن يحقق قصد الزواج من الدوام والاستمرار فهو مطلوب للشرع.

وقد اجتمع في الشخص المذكور أمران:

الأول: أنه مدخن، ومعلوم أن التدخين محرم، لما يترتب عليه من المضار المهلكة، وقد ثبت بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين يدخل ضمن مسببات أمراض القلب، والجلطة الدماغية، وانتفاخ الرئة والتهاب القصبة الهوائية، وضعف الإبصار، وتسوس الأسنان، والضعف الجنسي فضلا عن رائحته الخبيثة الكريهة، ولا يؤمن أن ينقل إليك هذه العادة القبيحة ثم إلى أولادك.

ثانيا: أنه غير مكافئ لك من الناحية الاجتماعية والعقلية، وبالتالي فإنا ننصحك بالابتعاد عن الزواج بهذا الشخص، مع التضرع إلى الله سبحانه أن يرزقك أفضل منه، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٩٤٩٧، ٢٦٨٦٦، ١٠٧٥٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>