للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فائدة العبادة تعود على صاحبها]

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا كان الغرض من الخلق والوجود هو العبادة كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فكيف نرد على من يقول من الملحدين بأن بذلك يكون الله يحتاج إلى العبادة لذلك خلق الخلق وهذا يناقض كمال الله وإذا كان الله لا يحتاج إلى العبادة فلماذا خلق الخلق وأوجدهم.

وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى أنعم على الخلق بما شرعه لهم من الأعمال الصالحة التي يحصل لهم بها صلاح الأحوال في الدنيا والآخرة، فهم المستفيدون من العبادات، وليس لله تعالى فائدة منها فلا تزيد في ملكه شيئاً، ولا يضره تركهم إياها شيئاً. قال الله تعالى: وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ {إبراهيم: ٨} .

وفي الحديث القدسي: يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً. رواه مسلم.

ومما يدل لعدم حاجته لعبادة الثقلين أن الله تعالى يغدق على أهل الجنة من سابغ النعم حياة أبدية وهم لا يعملون شيئاً من التكاليف التعبدية، وأعظم من ذلك إنعامه على الكفار وحلمه عن إنزال العقاب بهم مع كفرهم به، كما في الحديث الصحيح: لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل، إنه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم. رواه مسلم.

وراجع الفتوى رقم: ٤٨٥٦٢، والفتوى رقم: ٨٥٤٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>