للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يشك في خطيبته الملتزمة بدينها فما هو العلاج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا للأسف مريض بداء الشك. أنا خاطب وأحب خطيبتي جدا واستخرت الله أكثر من مرة في خطبتها, وأنا أعلم أنها فتاة طيبة وملتزمة ولكن من حين لآخر تأتيني وساوس بأنها على علاقة بشخص غيري في الجامعة أو في أي مكان آخر, وأرى أحلاما بين فترة وأخرى أنها تكلم أحدا غيري وتكشف له وجهها (فهي منتقبة) وأنها تجلس معه ,,, وهي في كل مرة تقسم بالله العظيم إنها لا صلة لها بأي شخص غيري بأي مكان وأنا أصدقها لحلفها ثم أعود بعد فترة ... فهل من حل لي؟

وقد صارحتها بالأمر أكثر من مرة بأني أرى في المنام أنها تعرف شخصا غيري وأني أراها تكشف وجهها له، ومن فترة إلى أخرى نعيش في نكد لا يعلمه إلا الله، وأنا أحيانا أكون واثقا تماما أنها فتاة مخلصة وعفيفة وصادقة، وأحيانا أخرى عند حدوث أي ظرف غامض أو شيء فيه لبس أتحول إلى إنسان آخر ,, أنا تعبت جدا والله تعبت جدا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

نسأل الله لك الشفاء العاجل، وأن يثبت قلبك، ويزيل ما بنفسك من الوسواس.

وهذا الشك الذي أنت فيه سببه الشيطان، وبعض العوامل النفسية التي أوصلتك إلى هذا، ولكن العلاج إن شاء الله سهل ميسور ونسأل الله أن ييسره لك، وننصح بما يلي:

١- تجنب إساءة الظن بالمسلم من غير ريبة تقتضي ذلك, فاتق الله وأقلع عن هذا فإن هذه الغيرة مذمومة يبغضها الله كما قال صلى الله عليه وسلم: وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

وقد أقسمت لك زوجتك على صدقها وعفتها وذكرت أنت أنها امرأة متنقبة وعفيفة، فأعرض عن تلك الوساوس التي تنتابك، وذكر نفسك أن الأصل في المسلم السلامة.

٢-أكثر من اللجوء إلى الله بالدعاء والصلاة, فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم

كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

٣- حافظ على الأذكار وقراءة القرآن حتى تنتصر على شيطانك، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الشيطان جاثم على صدر ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، فإذا غفل وسوس.

٤- لا تسترسل مع الشيطان قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {البقرة: ١٦٨} بل أعرض عما ينتابك من هذه الشكوك، واستعذ بالله، واقرأ آية الكرسي، سئل ابن حجر الهيتمى عن داء الوسوسة هل لها دواء فقال: (له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية يعني فترة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل)

٥- عليك بمجالسة الصالحين، وحضور مجالسهم، وابتعد عن مجالسة أهل السوء.

٦- لا تجلس منفرداًً أو منعزلاًً أو فارغاًً، بل اشغل نفسك بالصحبة الصالحة، أو اشغل نفسك بعمل يلهيك عن وساوسك كقراءة كتاب، أو سماع درس أو نحو ذلك.

٧-عليك أن تعلم أن المرأة أجنبية عن خاطبها حتى يعقد عليها فعليك اجتناب الخلوة بهذه الفتاة والنظر إليها ونحوه حتى تعقد عليها.

وللفائدة راجع الفتوي: ٥١٦٠١، ٦٤٥٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>