للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تزوج بقرض ربوي فهل له أثر على الزواج والإنجاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب كنت مقبلا على الزواج وذهبت وأخذت قرضا من البنك لمساعدتي في تكاليف الزواج مع العلم أنني موظف في مدرسة ولكن المرتب لا يكفي وتزوجت بهذا القرض مع العلم أن إخوتي قد ساعدوني حيث إن لي أخا في السعودية ولكن هو الذي طلب مني أخذ قرض حيث إنه ينوي بناء قطعة أرض ولكون أمي مريضة مرضا شديدا فقد أنفق كل ما كان معه، فهل هذا الزواج حلال أم لا وهل سوف يؤثر في إنجاب الأولاد أم لا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزواج إذا تم مستوفيا شروطه وأركانه فهو صحيح، وتجد هذه الشروط والأركان في الفتوى رقم: ٥٩٦٢، والفتوى رقم: ٢٦٥٦.

ولا أثر لحرمة مصدر المال الذي أنفقته في تكاليف زواجك على صحته ولكن أعلم أن القرض الذي يرد بزيادة مشروطة في العقد هو ربا وهو من أكبر الكبائر، ومن أسباب غضب الله ومحق البركة ومن السبع الموبقات، ويستحق صاحبه اللعن، بل توعده الله بالحرب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ [البقرة:٢٧٨-٢٧٩] .

فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله وبالندم على ما فعلته والعزم على عدم العود لمثله، والمسارعة برده مع الإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، وراجع الفتوى رقم: ١٦٦٥٩.

وأما عن أثر هذا الذنب على إنجاب الذرية فاعلم أن الذنوب والمعاصي كما أنها سبب للعقوبة الأخروية فهي أيضا سبب للعقوبة الدنيوية وبشؤمها قد يحرم العبد الرزق أو الذرية أو غير ذلك، لكن العبد إذا تاب توبة صادقة فإن التوبة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>