للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم مس طالبة الطب جسد الميت عند التدريب على التشريح]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالبة أدرس الطب وأثناء دراسة علم التشريح نتدرب على جسم إنسان ميت فنضطر إلى لمس الجثة، وأحيانا تكون جثة ذكر، فهل يجوز لمس جثته مع أنه ليس محرما لنا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد دلت النصوص الصحيحة من السنة على المنع من مس المرأة بدن الرجل الأجنبي عنها والعكس كذلك. وانظري الفتوى رقم: ٤٧٠٢٤.

والذي يظهر أن هذا الحكم يبقى جارياً إلى ما بعد الممات، ولذا نص الفقهاء على أنه لو مات رجل بين نسوة لسن محارم له فإنهن لا يغسلنه بل تيممه إحداهن بخرقة من غير مس وقال بعضهم يغسلنه ويصب عليه الماء من فوق القميص، وهذا يدل على أنهم متفقون على عدم لمسهن لبدنه، ونص كثير من الفقهاء أيضاً بنقض وضوء المرأة إذا مست بدن رجل أجنبي عنها ولو كان ميتاً.

وهذا كله يدل على أن تحريم مس المرأة بدن الرجل والعكس باق ولا يتغير هذا الحكم بالموت.

وإذا تبين ذلك فلا نرى جواز مس جثة الميت بالنسبة للمرأة الأجنبية عنه سواءً كان مسلماً أو كافراً، ولا نستطيع أن نفتي بجواز ذلك بحجة الضرورة لأن ضرورة تغسيل الميت لم تحمل الفقهاء على القول بجواز مس بدنه من قبل النساء.

وبإمكان الدارسة لعلم التشريح أن تتدرب على جثة امرأة مثلها. وكذلك الرجل يدرس التشريح على بدن رجل. وانظري للفائدة الفتوى رقم: ٦٧٧٧. ...

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ صفر ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>