للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير قوله تعالى (كما أنزلنا على المقتسمين)]

[السُّؤَالُ]

ـ[من هم المقتسمون في قوله تعالى "كما أنزلنا على المقتسمين،الذين جعلوا القرآن عضين "

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقوله تعالى: كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ*الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ... [الحجر:٩٠-٩١] ، فقال عنه ابن كثير رحمه الله:"المقتسمين" المتحالفين على مخالفة الأنبياء وتكذيبهم وأذاهم، كقوله تعالى عن قوم صالح: قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَه......، قال فكأنهم كانوا لا يكذبون بشيء من الدنيا إلا أقسموا عليه، فسموا مقتسمين.

وقوله سبحانه: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ذكر البخاري -رحمه الله- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: هم أهل الكتاب جزؤوه أجزاء، فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

و"عضون" هنا جمع "عضة" وأصلها "عضو" حذفت لامها التي هي الواو وعوضت منها بهاء التأنيث في الأخير، ولها نظائر ذكرها أئمة النحو في ملحقات جمع المذكر السالم. وممن ذكرها ابن مالك في التسهيل والمطولون من شرح الألفية عند قول ابن مالك:

... وأرضون شذ والسنونا وبابه ألحق والأهلونا

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ربيع الأول ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>