للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الجمع بين عدة روايات في الركعة الواحدة]

[السُّؤَالُ]

ـ[حفظت القرآن ولكن على ثلاث روايات ولا أميز بين الروايات وأؤم المصلين في بعض الأحيان فتكون قراءتي في الركعة الواحدة على ثلاث روايات فهل الصلاة صحيحة وهل يجوز لي أن أواصل الإمامة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج على المسلم أن يقرأ القرآن بأي قراءة شاء من القراءات المتواترة المعروفة، فهي كلها صحيحة، ولا يلزم التقيد بواحدة منها بعينها. قال ابن العربي في أحكام القرآن: إذا ثبتت القرا ءات وتقيدت الحروف فليس يلزم أحدا أن يقرأ بقراءة شخص واحد كنافع -مثلا- أو عاصم، بل يجوز له أن يقرأ الفاتحة فيتلو حروفها على ثلاث قراءات مختلفات لأن الكل قرآن، ولا يلزم جمعه إذ لم ينظمه الباري لرسوله ولا قام دليل على التعبد، وإنما لزم الخلق بالدليل ألا يتعدوا الثابت إلى ما لم يثبت، فأما تعيين الثابت في التلاوة فمسترسل على الثابت كله. انتهى

ولا مانع من أن يجمع القارئ بين قراءات مختلفة حال تلاوته إلا في حالة ما إذا كان ذلك في آية مرتبطة المعنى، أو آيات يرتبط بعضها ببعض في المعنى أيضا، كما سبق في الفتوى رقم: ٣١١٢.

فإذا حصل الجمع الممنوع في غير الفاتحة أثناء الصلاة فإنه غير مبطل لها، ولا إثم فيها إذا لم يكن مقصودا، وراجع الفتوى رقم: ١٧٨٣٤ والفتوى رقم: ٤١٩٥.

لكن ينبغي حال الإمامة في الصلاة الاقتصار على القراءة المألوفة في بلدك مخافة التشويش على المصلين، كما في الفتوى رقم: ٥٢٢٩٣ ومن الورع والاحتياط في الدين عدم تقدمك للإمامة مخافة الوقوع في الجمع الممنوع بين القراءات ما دمت لا تتمكن من تفادي الوقوع فيه خصوصا إذا وجد من يؤم الناس غيرك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>