للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العلة في تحريم الغش]

[السُّؤَالُ]

ـ[أواجه مشكلة في كليتي وهي كلية عملية.... أنه غير مسموح قانونيا بإحضار من يساعدني في عمل المشاريع ولكن ما يحدث من قبل الطلاب الآخرين عكس ذلك حيث لا يلتزمون بالقوانين ويتم مساعدتهم سواء في إنجاز المشروع أو عمل الفكرة الأساسية للمشروع من قبل أناس لديهم خبرة عالية وأجد أنني بمجهودي البسيط أحصل على تقديرات أقل منهم مع أن هذا ليس مجهودهم ... وطبعا يتم التقييم من قبل الأساتذة على أساس انجاز العمل وفكرته وأنا أخاف الله والحمد لله وأريد احترام القوانين واللوائح المنصوص عليها ولكن في نفس الوقت أكون أقل منهم لأن هذا فكري أنا وعقليتي الصغيرة ... فبماذا تنصحونني ... هل أفعل مثلهم وأحضر مساعدات خارجية لإنجاز العمل فقط وليس لوضع الفكرة كما يفعلون لأني لا أرضى أبدا بذلك أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت أن الطلاب يفعلونه من عدم الالتزام بقوانين الكلية، وإحضار خبراء يستعينون بهم على إنجاز المشروع وعمل الفكرة، يعتبر غشا.

والغش محرم، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج عنه أيضا: من غش فليس مني.

وهذا الحديث وإن كان مورده في البيع، فإن في ألفاظه من العموم ما يدل على شموله للغش في الامتحان وغيره، وقد قال العلماء: إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

وبهذا يُعلم أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم لعموم ما تقدم، ثم إن مما يدل لشمول دلالة الأحاديث المتقدمة لتحريم الغش في الامتحانات أن الغش في الامتحان فيه خيانة للمجتمع والطلاب، فهو يبطل الحكمة المرادة من الامتحان، ويجعل الكسول والبليد وغير المستحق يفوز على حساب المواظب والذكي والمستحق، وفي ذلك من الظلم واختلال المصلحة ما لا يخفى.

وعليه، فلا يجوز أن تفعل ما يفعله أولئك الطلبة الذين ذكرت عنهم ما ذكرت.

والذي ننصحك به هو أن تنصحهم وتحذرهم وتهددهم بعد ذلك بأنك إذا لم يتركوا مثل هذا الفعل فسترفع أمرهم إلى إدارة الكلية.

وإذا لم يفد شيء من ذلك فأخبر الكلية بالموضوع لترفع عنك الضر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>