للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مال الزوجة حق خالص لها تشتري به ما تشاء مما أحل]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا سيدة متزوجة وحامل أسكن مع إخوة زوجي في بيت واحد ولكل واحد من إخوته ذمة مالية مستقلة عدا زوجي الذي يبحث حاليا عن عمل ولديه دخل مادي بسيط جدا لا يكفي لتحمل مسؤوليتي حتى لذلك فهو يساهم بالشيء القليل مع إخوته في تحمل الأعباء المادية وهو ما أدى إلى مشاكل عديدة فأصبح كل واحد من الإخوة يتهرب من المسؤولية ولا تتوفر في البيت سوى الضروريات لكن وكما تعلمون أن الأطباء ينصحون المرأة الحامل بالتغذية الجيدة لكن زوجي غير قادر على الإنفاق علي لذلك يساعدني أهلي ببعض المال كي أشتري بعض الكماليات لصحة الجنين مثل التمر والجبن والعصير وهي لا تتوفر في بيت العائلة ولا يستطيع زوجي شراءها أصلا..فهل يجوز لي شرعا أن أمنحه المال كي يشتري لي هذه الاحتياجات فأتناولها وحدي خفية عن العائلة والله يعلم بنيتي لو كان باستطاعتي توفيرها للجميع لفعلت لكن أهلي يتصدقون علي شفقة منهم لأني حامل وزوجي غير قادر على تحمل مسؤوليتي..فهل ما أفعله جائز شرعا أم لا؟ أنتظر ردكم بفارغ الصبر جزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الزوج هو المطالب شرعا بالإنفاق على زوجته لقوله سبحانه: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق: ٧} . والزوجة لا تطالب بالإنفاق لا على نفسها ولا على بيتها في قليل ولا كثير، ومالها سواء ما هو معها قبل الزواج أو ما أهدي إليها من الوالدين أو غيرهما أو ما أخذته من راتب ونحو ذلك حق لها وحدها، ولا حق لزوجها فيه إلا ما أعطته إياه عن طيب نفس منها.

وبناء على ذلك فلا حرج عليك أيتها السائلة في شراء ما تريدين بالنقود التي يبذلها لك أهلك – جزاهم الله خيرا – ليعينوك على ما أنت فيه من متاعب الحمل، لأن هذا هو خالص حقك لا يشاركك فيه أحد.

لكنا ننصحك بعدم إظهار هذا أمام أهل زوجك حفاظا على مشاعرهم وحتى لا يفتح هذا أبواب الشيطان فينزغ بينكم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>