للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التائب يعد تائبا من لحظة توبته]

[السُّؤَالُ]

ـ[والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين.

أنا فتاة مخطوبة منذ عدة أشهر؛ إلا أنني وقعت في الزنا مع خطيبي؛ ولكن ولله الحمد الآن أنا تائبة إلى الله أسارع في جميع أفعال الخيرات وأشعر أنني لا أقدم شيئا مقابل ذنب عظيم اقترفته؛ ولكن المشكلة كانت في هذا الشخص فعندما تبت إلى الله حدثني عن نفسي وراوغني حتى أوقعني في المعصية مرة أخرى ولكن شعرت بظلمة في قلبي وشيء كأنه وقع من السماء على صدري وبكاء مرير لم أبكه في حياتي من قبل وبعدها بساعات قليلة ورجعت إلى الله نادمة حاملة للأحزان والخزي والعار لنفسي وأهلي؛ فويل لنفسي التي رجعت إلى ربها وخرجت من هداه ولكم تبيع الفتاة نفسها وراء كلمات لا أصل لها غير الشيطان فتبت في اللحظة ورجعت إلى ربي وندمت على ما فعلت وعزمت على أن لا أعود إليه مرة أخرى، وكانت توبتي هنا توبة نصوحا نصوحا نصوحا لا رجعة فيها، فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك والآن إنني أسارع في فعل الخيرات وفى الالتزام بالدين الإسلامي وسنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتمسكت بديني عما كنت عليه من قبل، فقد كنت من قبل أتهاون في أشياء إلا أنني الآن ولله الحمد قد تحول حالي من ظلمة إلى نور ومن وحشة وتياه إلى طريق واضح محدد ومبين، فكنت في بادئ الأمر حياتي مثل أي فتاة لم تكن ملتزمة في دينها والآن بعد هذه المعصية الكبرى وبعد التوبة فقد تبت إلى الله عن كل شيء في حياتي وتركت الدنيا وما فيها لا أريد غير رضى المولى عز وجل والمشكلة الآن:- هي في هذا الشخص فقد حدثته في التوبة وقد تاب إلى الله ولكن إلا أنني أشعر أنه دائما يتوب ولكن أحسه غير ملتزم أريد نصحه أريد أن تكون توبته توبة نصوحا؛ ولكن لخوفي الشديد من أن يكون زواجنا وعقد زواجنا باطلا ولخوفي من عدم التوبة النصوح عنده، وقلت له أفضل الأحوال أن نبتعد وتتركني كل واحد في شأنه فلن يصح وجودنا سويا؛ لأني أريد الله وأخشى الله؛ وحدثته أن نفسخ خطبتنا لأننا عصينا لله عز وجل ولأنه لا يصح زواجنا بعد معصية كهذه فلا بد أن يبتعد كل واحد منا ليتوب ويرجع إلى الله ويرى حياته مع إنسانة أخرى غيري إلا أن ظروفنا تجبرنا أن لا نفترق فلابد من الزواج؛ فدائما أحثه على التقرب لله عز وجل وهنا جاءت مشكلة أخرى وهي أنه بدأ يتحدث معي وتحدث مشكلات كثيرة في الكلام بيني وبينه كمثلا أنه يغير علي لا تتحدثي هنا ولا تخرجي ولا تدخلي الانترنت وغيرها من أمور هي بالنسبة لي لا أعدها ذات أهمية لأني أتقي الله في أعمالي ولكن الذي يهمني هو الله سبحانه عز وجل أريده أن تقوى صلته بالله أريد أن يشغل عقله وذكره الله بدلا من أن يشغل عقله وذكره، ماذا أفعل والغيرة ومثل هذه الأشياء التي هي من مصانع الشيطان ومن تحريك الشيطان لقلبه وعقله فيوسوس له فأريد نصيحة أوجهها إليه بارك الله فيك؛ ولكن يا أخي في الله لا تنهرني بالكلمات فإن قلبي فيه ما يكفي نساء الأمة أجمعين من الحزن والألم والمرارة لذنب عظيم اقترفته ظلمت نفسي واستحليت ما حرمه الله عليه.. وأتعذب كل يوم وكل ليلة وكل ساعة بسبب لحظات خضعت لها للشيطان فأوقعني في كبائر منعها الرحمن فاسأل الله أن يتقبل مني توبتي وتوبة كل تائب.. وتائبة، فأرجوك أمسك بيدي كي يشتد ساعدي وأعطني نصيحة من الدين أحدثه بها؛؛ مع العلم اننى لا يمكن أن أفسخ الخطبة وأيضا مع العلم أنني قلت له لن أتزوجك إلا إذا كانت توبتك توبة نصوحا لله؛ وأيضا أعطيته هذا وقلت له وأنت أيضا لك أن لا تتزوجني إلا إذا كنت أنا تائبة إلى الله توبة نصوحا، والحمد لله إني تائبة إلى الله ولكن أعطني ما أحدثه به لكي يقوى إيمانه وذكره لله، وكذلك أيضا كيف أعرف أنه تاب إلى الله توبة نصوحا ... وأيضا كم المدة التي لابد أن تحدد لهذه التوبة حتى نعقد بعدها عقد زواجنا وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله للأخت الثبات على التوبة، ونهنئها بهذه التوبة النصوح، ونقول لها إن من تمام التوبة أن تبتعد عن هذا الشاب حتى يتم عقد النكاح بينهما، لأنه لا يزال أجنبيا عنها، وحتى لا يوقعها الشيطان في الذنب مرة أخرى، وأما سؤالها كيف تعرف أنه تاب، فالتوبة هي الندم على فعل المعصية والعزم على أن لا يعود إليها، ومحلها القلب ولا يطلع على ما في القلوب إلا باريها سبحانه.

فإذا قال الشاب بأنه تاب وظهر منه الخير، فيصدق في ذلك، ولا يبحث عن صدقه أو عدمه، ومن لحظة توبته يعد تائبا وليس هناك مدة يجب انتظارها بعد التوبة حتى يصح عقد النكاح، والزواج به صحيح في هذه الحال.

وأما سؤال الأخت عن نصيحة تبعثه على التوبة وتقوي إيمانه فيمكنها مراجعة الجوابين التالييين: ١٢٧٤٤، ١٠٨٠٠

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>