للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوحيد وتسحير الكون للإنسان]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبعاد التوحيد وتسخير الكون للإنسان.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله خلق عباده ليوحدوه ويعبدوه ويخلفوه في الأرض بإقامة دينه واعلاء كلمته كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذريات:٥٦} . وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً {البقرة: ٣٠} . وقد سخر لهم مافي السماوات وما في الأرض من شمس وقمر وليل ونهار وحيوانات ونباتات ومعادن ليستعينوا بها على طاعته وعلمهم وهداهم للانتفاع بهذه الأشياء، وقد أعطى هذه النعم كلها ليسلم وينقاد له كما قال تعالى في ختام الحديث عن النعم بعد ذكر المأكولات والملبوسات والمركوبات والمشروبات والمنكوحات والمسكونات في سورة النحل التي يسميها بعض العلماء سورة الامتتان، قال في ختام الحديث عن النعم: كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل: ٨١} . وقال تعالى آمرا بالعبادة مذكرا بالنعم التي خلقها لنا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ {البقرة: ٢٢} . وقال تعالى داعيا للتأمل في تسخير ما في السماء والأرض لعباده: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً {لقمان: ٢٠} . وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ٧٢٣، ٤٨٨٥٥، ٦٠٣٦٠، ٥٥٩٧٠. والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>