للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ليس كل البيوت تبنى على الحب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو إفادتي في موضوعي هذا والذي بات يقلقني وعليه يترتب مصير زواجي وحياتي:

استخرت في أمر زواجي من شخص تقدم للزواج وشعرت بالراحة واستخار هو أيضا ولكن لم يشعر بأي شعور سواء كان مرتاحا أو متضايقاً. وتمت الخطبة وبعد أول مقابلة بيننا وبحضور الأهل شعرنا بالفرحة.ولكن في اليوم الثاني من الزيارة التالية له شعرت بالضيق وكأن شخصاً يقول وبإلحاح أن أتراجع عن هذا الموضوع نهائيا وظللت على هذه الحالة لمدة أسبوعين حتى طردت كل مافيي من الوسوسة وبدأت أميل إلى زوجي أكثر من السابق وأقول إنها مجرد وساوس. وفي أحد الأيام صارحته بشعوري وأحببت أن أعرف إحساسه تجاهي، فأخبرني أنه لايميل إلي عاطفيا مع أنه لايوجد سبب في عدم هذا الميل وهذا هو ماأخبرني به..عندها صعقت ولم أعرف ماذا أفعل؟؟ وأخبرني أنه شعر بعدم الميل في الفترة التي كنت أشعر فيها بالضيق.. وحتى لايتم الانفصال على استعجال سأل العديد من المشايخ والذين أجبروه على عدم استمرارية هذا الزواج والمبني على حب من طرف واحد مما له الأثر الكبير على مسيرة الحياة الزوجية..

وكل ما أتمناه من الله ثم منكم يا أهل المشورة أن تفيدوني هل أستمر في هذا الزواج أم ننفصل؟؟

أرجو منكم إفادتي وبسرعة حيث إنه لايحتمل الانتظار

وجزاكم الله كل خير..

أختكم التي تريد النصيحة]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يتضح لنا من سؤالك ما إذا كان هذا الزواج قد تم أم لا؟ فيبقى الأمر على احتمالين:

الاحتمال الأول: أن تكون مجرد خطبة ولم يتم الزواج، فإن كان الأمر كذلك وكانت هناك نفرة وعدم ألفة فالأولى فسخ الخطبة تداركاً للأمر في وقت مبكر، وإن كان بالإمكان التغلب على هذه الخواطر فالأفضل الإعراض عنها وإتمام الزواج.

الاحتمال الثاني: أن يكون الزواج قد تم، فالأولى حينئذ استمرار الحياة الزوجية، لأن استمرارها لا يستلزم وجود الحب بين الزوجين، فكم من المصالح ما يعين على استمرارها بلا حب، ولذا أثر عن عمر رضي الله عنه قوله: ليس كل البيوت تبنى على الحب، وراجعي في هذا الفتوى رقم ٣٣٤٠٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>