للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم استجلاب الرزق أو محاولة دفع المكروه بوساطة السحر]

[السُّؤَالُ]

ـ[قل إذا اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا ما كتبه الله لك.

كلنا نومن بالسحر لأنه ذكر في القرآن الكريم ولكن ما تقوله زوجتي من أنه يمكن اعتبار السحر والاستعانة بالأعمال والسحرة من المسببات التي يسوقها الله لنا لتسهيل رزق أو إبعاد مكروه يكون الله عز وجل قد كتبه لنا هل هذا صحيح أرجو التوضيح والإفادة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن السحر قد ذكر في نصوص القرآن والسنة في معرض الذم، قال تعالى عن تعلم السحر: وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {البقرة: ١٠٢} وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عد السحر في السبع الموبقات؛ كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

إذا ثبت هذا فلا تجوز الاستعانة بالسحرة، بل ولا يجوز الذهاب إليهم أو سؤالهم شيئا من ذلك فضلا عن تصديقهم أو الاستعانة بهم فيه، روى الإمام أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه والحسن رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. وللمزيد راجع الفتويين: ٢٠٣٧١، ١٩٦٠٦.

وإذا كان السحر قد يستجلب به الرزق أو يدفع به المكروه أحيانا، فإن حصول هذا كونا وقدرا لا يعني جوازه دينا وشرعا، فإن الربا يستجلب به الرزق ولا يعني ذلك جوازه شرعا، ثم إن ما جلب بالحرام ممحوق ولا يبارك لصاحبه فيه، وإن في الحلال غنى عن الحرام، فهنالك الكثير من الوسائل المشروعة التي يمكن أن يحصل بها الرزق أو يدفع بها الضر كتقوى الله والتضرع إليه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: ٢-٣} ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى: ٢٨٦٥٢، ٤٩٧٠٤، ٦١٤٩٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>