للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خروج المرأة من بيتها للعمل]

[السُّؤَالُ]

ـ[الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ...

أنا امرأة موظفة وفي الفترة الأخيرة كرهت العمل في الشركة وذلك لطلبي منهم التقاعد المبكر ولم يستجيبوا لي، حيث إنني مرهقة وأم وزوجة وموظفة، وفي نيتي التقاعد إلا أنه نصحني بعض الموظفين وقالوا لي اصبري وسوف تدمج إدارة التقاعد الحكومية مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وذلك لوجود مزايا في حصول المعاش التقاعدي مع أنني صليت صلاة الاستخارة لعدة مرات ولم تتسهل أموري في تقديم طلبي الاستقالة، فأرجو منكم يا فضيلة الشيخ نصحي بماذا أفعل، لأن ذلك أثر في نفسيتي وأصبحت عصبية على أولادي والناس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن الأصل في عمل المرأة أن يكون في بيتها وتربية أبنائها ورعايتهم.... وخاصة إذا وجدت من يقوم بشؤونها خارج البيت، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ... {الأحزاب:٣٣} .

ومع هذا فالإسلام لم يمنع المرأة من أن تخرج من بيتها بشرط التزامها بالحجاب والحشمة وعدم مخالطة الرجال وغير ذلك مما ينبغي عليها مراعاته، ولا بأس عليها في العمل إذا انضبط عملها بالضوابط الشرعية، وإذا تقرر أن الأفضل للمرأة هو قرارها في البيت، فلا شك أن الأحسن لها هو ترك العمل خارج البيت متى كانت مستغنية عنه.

ولتعلم الأخت الكريمة أن صلاة الاستخارة لا يراد منها التوصل إلى جواب معين أو معرفة ما إذا كان الأمر فيه رشاد أو ضده، وإنما غايتها أن الله ييسر بها للعبد التوجه إلى ما فيه الخير له، ويبعده بها عما هو شر له، فإذا صليت صلاة الاستخارة فتوكلي على الله وامضي لما ينشرح له صدرك، وسيكون خيراً وبركة إن شاء الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>