للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفوارق المادية هل تعتبر عند اختيار الزوجة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أحببت فتاة كانت زميلة لي في الدراسة وصارحتها بمشاعري نحوها وهي كذلك وكنت قد صارحتها أيضا بعدم مقدرتي على الزواج في ذلك الوقت وكنت قد أخبرتها بتجربة كنت قد سمعتها في أحد البرامج الدينية عن شاب وفتاة اتفقا على أن يتم الافتراق لعدم المقدرة على الزواج على أن يكون هناك وسيط بينهم يتم من خلاله معرفة أخبار كل منهما الآخر إلى أن يحين الوقت إذا شاء الله ويتم الارتباط رسميا ولكن حدثت مشكلة في آخر أيام الدراسة نتجت عن سوء فهم وتدخل بعض الأشخاص لفساد العلاقة بيننا ليست هذه هي المشكلة فقد مر أكثر من عامين على هذه الأحداث حدثت خلال هذه الفترة الكثير من المفارقات والأحداث الغريبة أتمنى من الله وإحساسي أنها أزالت كثيرا من سوء الفهم الذي حدث والآن أعتقد أننا عدنا إلى نقطة الصفر والمشكلة هي أنه توجد فوارق مادية هي الأعلى ولكني رأيت حال أسرتها عن قرب فرأيت حياتهم بسيطة والمشكلة الثانية أنني كثيرا ما أمرض فكان هذا السبب هو سبب أقوى لعدم السعى في إزالة سوء الفهم، السؤال هو هل إذا شاء القدر وكانت لي فرصة الارتباط بهذه الفتاة علما بأني أفهمها وهي تفهمني بأقل مجهود على حد علمي أو نفترض ذلك هل أقبل على هذه الخطوة على الرغم من هذه المعوقات علما بأن جدي قد أبلغني بأنه سوف يساعدني ببعض المال لإيجاد مسكن، إذا المعوقات هي مرضى مع إحساسي أنها لم تسع هي الأخرى في إزالة سوء الفهم لإحساسها أنها أقل منى تدينا والله أعلم بما في القلوب من إيمان، أو سبب آخر في نفسها وهى كانت قد ألمحت لي بهذا الشعور أيام الدراسة هل أقبل على هذه الخطوة أم أستعمل العقل بغض النظر عن المشاعر أم أتبع منطق أن دوام الحال من المحال والأهم هو حالة الراحة النفسية والطمأنينة وفهم الآخر بغض النظر عن أي معوقات أنا أستشير سيادتكم ليس لهذه المشكلة بعينها بالذات وإن كان يهمني أن أسمع رأي سيادتكم فيها لما مر بى خلال هذين العامين من مشقة وأوجاع ليس لآني كنت أحبها فقط ولكن لأني كنت أريد أن أعرف أن ما فعلته أنا هو الصواب في حال كانت هذه المشاعر كانت صادقة منها كما كانت مني، لكن هل إذا كتب لي القدر أن أمر بهذه الظروف مرة أخرى أن أفعل ما فعلته مع تلك الفتاة أم أتصرف على النقيض لأني خلال الفترة الماضية كان أكثر ما يؤلمني أن أكون قد ظلمتها وجرحت مشاعر فتاة لم يكن ذنبها سوى أنها أحبت شابا أنانيا لا يفكر سوى في نفسه دون مراعاة لمشاعر الآخرين.

سؤال آخر هل يوجد إنسان قدمه خير على إنسان إذ لا ترى من خلال علاقتك به ألا كل خير من خلال احداث تدور من حولك لا دخل لك بها وقد تحدث نتيجة أنك فى نيتك لا تريد إلا الخير لذلك الإنسان أم هذه تكون اختبارات من الله ليعلم من يتبعه عن صدق ممن هو منافق في علاقته مع الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن يعلم أولا أنه يجب عليك قطع علاقتك بتلك الفتاة أو غيرها من الأجنبيات إذ لا يجوز في الشرع إقامة علاقة رجل وامرأة أجنبية عنه خارج نطاق الزوجية مهما كان غرضها، فاتق الله وتب إليه وكف عن حديثك مع تلك الفتاة ومواعدتها وغير ذلك مما لا يجوز.

وأما زواجك بها فلا حرج فيه إن كانت ذات خلق ودين أو كنت ترجو منها ذلك، ولا اعتبار للفوارق الاجتماعية أو المادية.

ولم تبين ما ذكرته من مواقف خلال فترة مرضك لكن ننصحك بالاستخارة والاستشارة فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.

وأما سؤالك الثاني: فلم يتضح لنا مقصودك منه لكن إن كنت تعني حصول الخير والبركة لشخص بسبب علاقته بشخص آخر أو حبه الخير له فإن هذا قد يكون نعمة من الله عليه وابتلاء له أيشكر تلك النعمة والفضل أم يكفر ذلك ويجحده، وقد يجعل الله تعالى بعض عباده مباركا حيثما حل وارتحل.

كما أن ما يحصل للشخص الآخر قد لا يكون له علاقة بالشخص نفسه وإنما يحصل ذلك اتفاقا، وعلى كل فإن حصول الخير والبركة للشخص مدعاة للشكر والحمد.

وننبهك إلى أن قولك شاء القدر من الألفاظ المنهي عنها إذ القدر لا تسند إليه المشيئة وإنما تسند إلى الله تعالى.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٩٤٦٣، ١٨٠٩٥، ١٩٣٣٣، ٧٠٣٩٩، ٧٣٧٣٦، ٢٦١٣٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>