للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسائل في شراء التأشيرات إلى بلاد الكفار]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسبب الوضع المزري الذي تعيشه الجزائر إذ أنها لم تستطع أن توفر مناصب شغل للشباب فأنا مضطر للهجرة إلى فرنسا ويلزمني لهذا تأشيرة سفر، وهذا هو الموضوع الذي أريد المناقشة فيه، فمن الصعب جداً الحصول على التأشيرة، ويوجد هناك صديق له عدة منافذ في القنصلية وقد طلب مني أن أساعده في جلب بعض الأشخاص الذين يريدون الحصول على تأشيرة وهذا بمبلغ يقدر بحوالي ٢٠٠٠ دولار للتأشيرة وجزائي هو الحصول على تأشيرة مجاناً، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اشتمل سؤالك على عدة أمور:

الأمر الأول: العيش في بلاد الكفار، وذلك حرام إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقيم شعائر دينه، ولا يأمن على نفسه من الفتنة في دينه، أما إذا كان يستطيع أن يقيم شعائر الدين ويأمن على نفسه من الفتنة في الدين، فإن العيش فيها مكروه، والذي ننصح به هو عدم الذهاب إلا لحاجة كتعلم علم أو دعوة إلى الله أو معالجة مرض ونحو ذلك، وراجع التفاصيل في الفتوى رقم: ٢٥٧٥٥، والفتوى رقم: ١٢٨٢٩.

والأمر الثاني: ما يتعلق بشراء التأشيرة، وذلك راجع إلى حكم الذهاب إلى تلك البلاد، فإذا كانت الحالة مما يجوز فيها الذهاب، فالشراء جائز، وإذا كانت مما لا يجوز فالشراء لا يجوز، وإذا كان الحصول على التأشيرة لا يتم إلا بدفع رشوة فحيث جاز الذهاب فإن ذلك يجوز ما لم يحصل إضرار بالغير ممن هو أولى.

والأمر الثالث: ما يتعلق بما طلبه منك صديقك من جلب أشخاص يشترون منه التأشيرات مقابل أن يعطيك التأشيرة مجاناً، وذلك أيضاً راجع إلى ما سبق فحيث جاز الذهاب إلى تلك البلاد فذلك جائز، وحيث لم يجز فذلك حرام.

والأمر الرابع: ما يتعلق بما يقوم به صديقك من أخذ التأشيرات من السفارة بوجاهته ومعرفته وبيعها للآخرين، وذلك أيضاً راجع إلى ما سبق من تفصيل في حكم الذهاب إلى تلك البلاد، وراجع أيضاً إلى مسألة ثمن الجاه، وقد اختلف أهل العلم في حكم ثمن الجاه، فذهب الشافعية والحنابلة إلى جوازه، وذهب المالكية إلى أنه إن كان ذو الجاه يحتاج إلى نفقة وتعب، فأخذ أجر مثله فذلك جائز، وإلا حرم، وهذا هو المفتى به عندنا في الشبكة، كما في الفتوى رقم: ٤٦٤٢٧، وهناك قول عند المالكية بالكراهة مطلقاً وقول آخر بالتحريم مطلقاً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ رجب ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>