للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لعن الأم والأقارب إساءة ومنكر]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجوز للمسلمة أن تخاصم أخاها لأنه شتمها وشتم أمه قائلاً الله يلعنكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز لها أن تخاصمه وأن تعنفه إن كان ذلك يؤثر فيه، وجزاء سيئة سيئة مثلها؛ كما قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:٤٠} فتجوز مجازاة السيئة بمثلها، والعفو والصفح أولى، فقد مدح الله تعالى العافين عن الناس والكاظمين الغيظ فقال: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران: ١٣٤} لا سيما إذا كان المسيء أخاً أو قريباً؛ لما بيناه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤١٢٠٨، ١٣٦٨٥، ٥٩٠٢١.

ولقوله صلى الله عليه وسلم للذي سأله: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. رواه مسلم

وأما ما تفوه به أخوك من اللعن فهو إثم وكبيرة من الكبائر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: إن من الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه. متفق عليه. هذا فيمن تسبب في لعنها، فكيف بمن يلعنها بنفسه! لا شك أن إثمه عظيم ووزره كبير، وعليه أن يبادر بالتوبة والاستغفار، ويعتذر إلى أمه عما صدر منه من إساءة ومنكر في القول. وقد بينا حكم اللعن والأحاديث النبوية الزاجرة عنه في الفتوى رقم: ٨٣٣٤. والفتوى رقم: ٢٩٦٤٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ رمضان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>