للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أهم شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجوز لي عندما أدعو الله ليرزقني المال الحلال أن أشترط على الوكيل ألا أفتن بهذا الرزق فأبذره في غير طاعة الله.

جزاكم الله خيرا....]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن آداب الدعاء أن يدعو المرء الله تعالى راغبا راهبا خاشعا لله راجيا رحمته مؤملا في فضله وكرمه، غير معتد في دعائه ولا يائس من إجابته، قال الله تعالى عن أنبيائه وعباده الصالحين: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {الأنبياء: من الآية٩٠} .

ومن أهم شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة، الإخلاص لله تعالى؛ لقوله تعالى: وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ {الأعراف:٢٩} .

ومن آدابه حضور القلب، وترصد الأزمان الشريفة كيوم عرفة، وشهر رمضان، وساعة الجمعة، والثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، واغتنام الأحوال الشريفة كحال السجود، والتقاء الجيوش، ونزول الغيث ...

وإذا أراد المرء أن يدعو فليسأل الله كل حاجة أرادها، فقد كان السلف الصالح يسألون الله كل شيء حتى شسع النعل، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. رواه الترمذي.

ومن هذا يتبين لك أنه ليس من الجائز فقط، بل من المستحب أن تدعو الله أن يرزقك المال الحلال، وأن لا تفتن بذلك المال.

ولا يعد هذا اشتراطا، وإنما هو دعاء حسن مشروع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>