للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مطابقة الرؤيا للواقع ... أمر مشهور]

[السُّؤَالُ]

ـ[غالبا ما يخيل لي في أمور حدثت أني رأيتها في أحلامي مسبقاً أولاحقا. ما تفسير ذلك؟

أفادكم الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فإن كان قصدك أنّ ما تراه في منامك يتحقّق في يقظتك، فقد روى البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".

قال ابن حجر عند الكلام على حديث "الرؤيا الحسنة" قال المهلب: فالناس على هذا ثلاث درجات: الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير.

والصالحون والأغلب على رؤياهم الصدق، وقد يقع فيها مالا يحتاج إلى تعبير.

ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث.

ثم نقل قول القرطبي: المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء، فأكْرِمَ بنوع مما أكرم به الأنبياء وهو: الاطلاع على الغيب.

وأما الكافر، والفاسق، والمخلِّط: فلا، ولو صدقت رؤياهم أحياناً، فذاك كما قد يصدق الكذوب، وليس كل حديث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة كالكاهن والمنجم.

فمطابقة الرؤيا المنامية للواقع في بعض الأحيان حقيقة لا يجادل فيها إلا مكابر، ووقوع ذلك للمسلم الملتزم على وجه الخصوص أمر مستفيض، ولا غرابة في ذلك ما دام يلتقي مع النبوة عند نقطة واحدة وهي: اتحاد المصدر، فالكل - إذا - من عند الله، فرؤيا المسلم خبر صادق من الله لا كذب فيه، كما أن معنى النبوة نبأ صادق من الله لا يجوز عليه الكذب. والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ صفر ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>