للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عذاب الظالم أشد أم المغتاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أيهما عقابه أشد عند الله (الظلم أم الغيبة) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كلا من الظلم والغيبة يعتبر جريمة عظيمة ومعصية كبيرة، ولا شك أن بعض أنواع الظلم أشد عقوبة من الغيبة، وخاصة إذا كان الظلم من الشرك الذي يخلد صاحبه في النار، فقد قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:١٣} ، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ (المائدة:٧٢} ، وسبق بيان حرمة الظلم، وأنه ليس في درجة واحدة.. وذلك في الفتوى رقم: ١١٨٨٥.

وعن عقاب صاحب الغيبة يقول صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج: فمررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، قال: فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. رواه أحمد وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط. وسبق بيان حكم الغيبة وبيان بعض ما يلاقيه أصحابها من العذاب في الفتوى رقم: ٦٦١٢٤.

ولهذا فإن عقوبة الظالم والمغتاب كلاهما شديدة، وهما من أشد عقوبات أصحاب الكبائر والمعاصي، إذا لم يتب أصحابهما منهما توبة نصوحاً، أو يتجاوز الله تعالى عنهما، ولكن الظالم ظلماً أكبر لا يغفر الله له، وعقوبته أشد من عقوبة أي ذنب، نسأل الله تعالى أن يعافينا وجميع المسلمين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>