كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية

أحكام الأشربة ١٧٨ - الأجدر بالعاصي الحياء والخشية من الله - ج: 17 - ص: 499

[الأجدر بالعاصي الحياء والخشية من الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[إن عمتي لا تدخن أمام أبي , إنها تقول أنها تحترمه ولا تدخن أمامه لأنه الكبير من أخواته, وتريد أن تحترم الكبير, إني قلت لها أنها يجب عليها أن تخاف من رب العالمين وتستحي منه وتحترم رب العالمين من أن تدخن , وإني قلت لها أن الاحترام لا يجب على العبد إذا كان يفعل شيئا يغضب رب العالمين, ولكنها تقول أنها يجب عليها أن تستحي وتستتر من أخيها من الشيء الذي تفعله وهو يغضب رب العالمين. ماذا أفعل وأقول لها وأنا سوف أسافر عن قريب, وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التدخين محرم شرعا لكونه خبيثا يشتمل على أضرار كثيرة ومفاسد عظيمة، والله جل وعلا أباح لعباده الطيبات من المطاعم والمشارب وغير ذلك، وحرم عليهم كل خبيث، قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ {المائدة: ٤} . ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: ١٦٧١.

وإذا كان الشخص يستحي من الناس، فإن عليه أن يستحي ويخاف من الله تعالى:

وكل ما استحييت منه بالورى *فالله بالحياء كان أجدرا

وهذا دليل على نقص الإيمان وضعف الشخصية، وهو من صفات المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ {النساء:١٠٨} . وقال تعالى: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ {التوبة:٦٢} .

ومع هذا، فإن عمتك إذا لم تقبل النصح بترك التدخين وأصرت على الاستمرار فيه فإن إخفاءها له، وتسترها به عن أبيك وغيره من الكبار أخف من مجاهرتها بذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ جمادي الثانية ١٤٢٦