للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العمل في المحاماة مع الوقوع في المخالفات والشبهات]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أبلغ من العمر ٢٤ عاما خريج كلية حقوق جامعة عين شمس عام ٢٠٠٤ لم أختر هذه الكلية بمحض إرادتي، ولكن ليست هذه هي المشكلة.. المشكلة الآن أني قد اشتغلت بمهنة المحاماة بعد تخرجي مباشرة لمدة سنة ولكني لم أحب هذه المهنة لما رأيته من تجاوزات ومخالفات لأمور الشريعة والدين وهذه المخالفات قد حاولت تجنبها مراراً وتكراراًَ، ولكن لا مفر منها فالشبهات كانت تحيط بي من جميع الاتجاهات وقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نتجنب الشبهات ونبعد عن كل ما هو حرام فى باطنه أو ظاهره وبالفعل قد تركت هذه المهنة فى أول شهر من عام ٢٠٠٦ لأتجنب هذه الشبهات، ولكن إلى الآن أبحث عن وظيفة ولم أجد أي شيء فكل محاولاتي وبحثي باءت بالفشل، وأنا فى حيرة من أمري هل أرجع لمهنة المحاماة وأغمس نفسي فى الشبهات أم أظل كما أنا أبحث عن وظيفة إلى أن يشاء الله، أرجو الرد أفادكم الله وجعلكم الله منارة لإرشاد السفن التائهة إلى بر الأمان؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا أن بينا حكم المحاماة وأن أصلها الجواز إذا كانت مضبوطة بالضوابط الشرعية، وذلك في الفتوى رقم: ١٠٢٨، والفتوى رقم: ١٨٥٠٥ نرجو أن تطلع عليهما.

وبناء على ذلك فما دمت قد شاهدت بنفسك التجاوزات والمخالفات الشرعية ... فقد أصبت عندما تركتها لذلك فالسلامة لا يعدلها شيء، ونسأل الله تعالى إن يبدلك خيراً منها ويعوضك أفضل منها، ولكن عليك أن تصبر فإن الله تعالى لن يضيعك، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:٢-٣} ، ولذلك فنحن ننصحك بتقوى الله تعالى والبعد عما حرمه الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ رجب ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>