للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستفادة من الأجازة المرضية تعويضا عن الحرمان من أجرة أيام العمل الإضافي]

[السُّؤَالُ]

ـ[كانت الشركة التي أعمل بها تقوم باحتساب أجر إضافي لساعات العمل الإضافية، ثم قامت بإلغاء هذه المعاملة مستقبلا وبأثر رجعي، فقامت بإلغاء كل ما احتسبته لي للعام الماضي قبل استفادتي منه، حيث إنها تعطي مجموع هذه الساعات المحتسبة كإجازة بعد نهاية كل عام، فهل يجوز لي الاستفادة من الأيام المرضية دون مرض؟ أو مغادرة الشركة باكرا إذا لم يكن هناك عمل أي دون التأثير بضرر على الشركة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستفادة من الإجازات المرضية دون أن يكون الموظف مريضا يعتبر غشا وخداعا محرما، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. والموظف أجير خاص لجهة خاصة، ويتقاضى أجرة معلومة محددة مقابل عمل معلوم يقوم به، ويجب عليه الوفاء بالعقد المبرم بينه وبين الشركة، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:١} . وفي الحديث: المسلمون على شروطهم. رواه أحمد.

ومن المعلوم أن شرط استحقاق الإجازة المرضية كون العامل مريضا لا بالتحايل والتزوير، كما يجب على العامل أيضا أن يحضر في وقت الدوام الرسمي، سواء وجد عمل أو لم يوجد، فليس عذرا في التخلف عن الحضور أن لا يوجد عمل يقوم به الموظف، لكن إن أذن للعامل من هو مخول بالإذن في الانصراف فلا مانع.

وما ذكرته من الأثر الرجعي فإن كان المقصود منه أن جهة العمل قد ألغت الساعات الإضافية التي كنت عملتها دون أن تعوضك عنها ما تستحقه من أجرة، فلك أخذ قدر حقك متى ما قدرت عليه، وهي مسألة الظفر المبينة في الفتوى رقم: ٢٨٨٧١، وإذا لم تستطع استيفاءه بأية وسيلة وأردت الاستعاضة عنه بالعطل المرضية أو الانصراف قبل الوقت المحدد ونحو ذلك فلم نجد كلاما لأهل العلم في خصوص ذلك، والظاهر أنه لا يبعد دخوله في مسألة الظفر، وبالتالي لا يكون فيه من حرج.

وللمزيد حول ما ذكر، انظر الفتاوى رقم ٣١، ١١٨٧٠٤، ٢٩٠٩٣، ٤٨٨٤٨

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>