للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرسوب لا يبرر فعل مثل هذه المخالفات الشرعية]

[السُّؤَالُ]

ـ[ابنتي تبلغ من العمر ٢٢ سنة انقطعت عن دراستها عندما رسبت فأحست أن أخاها الذي يكبرها أحسن منها فلا تطيقه وتتهمني أنني دائما في صفه إلى حد أنها لا تكلمني منذ أكثر من شهرين، السؤال: هل أكلمها أولاً؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه البنت المذكورة على خطر عظيم لارتكابها جملة من المنكرات وهي:

١- العقوق لأمها التي من الواجب عليها أن تبرها وتحسن صحبتها، فقد قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا، وقال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، وفي الصحيحين أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.

٢- هجرها المستمر لأمها وربما لأخيها أيضاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.

٣- الحسد لأخيها لكونه متفوقاً عليها في دراسته، وقد قال الله تعالى في شأن اليهود: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا [النساء:٥٤] ، ثم إنه من الأفضل لك والأكثر ثواباً عند الله تعالى أن تبدئيها بالكلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

كما ينبغي لك تعاهدها بالنصح والإرشاد حتى تستطيع التغلب على أخطائها وتحاولين إقناعها بالعودة إلى دراستها، وأن الرسوب مسألة عابرة قد تكون نتيجة للتقصير والإهمال، ومن الممكن التغلب عليها بالاستعانة بالله تعالى ثم بالمثابرة والاجتهاد.

كما ينبغي لك الحرص على التسوية في المعاملة بين الأولاد وعدم إظهار الميل لبعضهم على حساب الآخر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. متفق عليه، كما ينبغي لأخيها نصحها وإرشادها والتخفيف من أحزانها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>