للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ما اقترضته البنت من أمها قبل وفاتها يضم لأصل التركة]

[السُّؤَالُ]

ـ[في البداية أريد أن أشكركم على ما تبذلونه من جهد في خدمة الإسلام والمسلمين،،، أما بعد:

فسؤالي كالتالي: لقد مات جدي منذ ٨ سنوات تقريباً وترك أراضي زراعية بالإضافة إلى البيت الذي تقيم فيه الآن جدتي وخالتي المخطوبة وخالي الوحيد، ولقد قامت أمي منذ عامين بأخذ سلفة من جدتي والمبلغ كبير ليدخل والدي في مشروع على أن تسدد بعد نهاية المشروع ولكن بعد نهايته خسر أبي خسارة كبيرة جداً، لقد خسر كل رأس ماله وهم الآن لا يقدرون على التسديد لفقرهم الشديد ولكبر المبلغ رغم تعهدهم بالتسديد، وأمي الآن تسأل هل عليها التسديد أم ليس عليها حرج لأنها تقول فلوس والدي المتوفى ولي الحق فيها، علما بأنها أخذتها من جدتي هذه الأخيرة حصلت عليها من المبلغ الذي تأخذه كل شهر من مال جدي المتوفى أقصد أنه في التقاعد وكان يحصل على مبلغ كل شهر وبعد أن توفي أصبحت جدتي تستفيد من ذلك المبلغ مكانه، فهل من حق أمي هذا المبلغ أم أن عليها التسديد وإلا فهي آثمة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تركه جدك من أراضٍ وبيت يعتبر تركة لكل من جدتك وأمك وخالتك وخالك حق فيه بحسب النصيب الشرعي، الذي فرضه الله تعالى لهم، ولكل واحد من الورثة طلب القسمة إن تضرر من الشركة، وأما الراتب التقاعدي فيختلف حكمه تبعاً لنظام التقاعد، وملخص ذلك هو أن هذا الراتب إن كان مخصوماً من أصل استحقاقات الموظف فهو بمثابة الدين له عند الجهة التي عمل بها فهذا يقسم كما يقسم باقي التركة لأنه جزء منها، وإن كان منحة من جهة العمل لأشخاص معينين من ورثته فيجب حينئذ أن يصرف لمن خصصته الجهة المذكورة، وإن كان خليطاً بأن يخصم منه شيء من أصل الاستحقاقات وتتبرع جهة العمل بشيء آخر فما كان مخصوماً من الاستحقاقات فهو جزء من التركة، وما كان منه تبرعاً فهو لمن صرفت له دون غيره، وعلى هذا فإن كان ما تأخذه جدتك من الراتب التقاعدي مما يجب أن يضاف إلى التركة لم يكن لها الاستحواذ عليه دون بقية الورثة وكذا ليس لأمك ذلك أيضاً، وإنما لها منه بحسب حقها في الميراث.

وعليه؛ فينبغي بيان حقوق الورثة حتى يعرف كل شخص ما له من التركة وما ليس له، وإلى أن يتضح ذلك يجب على أمك سداد المبلغ الذي أخذته من أمها لأن الأصل فيه أنه مالها لا تركة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ربيع الأول ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>