للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوبة مع البعد عن أسباب المعصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب قاربت على الثلاثين من عمري مؤمن بالله تعالى وقضائه وأصلي وأصوم الفروض والنوافل وأنصح الأصدقاء بالدين كثيراً وأحفزهم عليه، ولكن هناك مشكلة حيث إني مرتبط بالجنس الآخر وأرتبط بعلاقات كثيرة مع عدد كبير من البنات والسيدات ونتعامل مثل المتزوجين إلا الدخول أبداً أو الجماع وأريد العفاف من كل هذا بالزواج والاستقامة من فتاة أحبها وهي آخر علاقة وحدثت أفعال كثيرة بيننا، ولكني غير قادر على توفير احتياجات الزواج وأريد التوبة، فهل يقبلها الله مني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن رحمة الله عز وجل واسعة وأن أبواب التوبة مفتوحة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:٥٣} ، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٢٩٦٩.

فتب إلى الله، وأحسن فيما يستقبل، وأغلق كل سبيل يقودك الشيطان من خلاله إلى الوقوع في مثل تلك المنكرات من مخالطة النساء أو الخلوة بهن، ونوصيك بتحصيل أسباب الاستقامة على الحق، ومن ذلك ما ذكرت من نصح الناس ودعوتهم إلى الخير فهذا مما ينبغي أن يكون خير معين على الاستقامة، وانظر الفتوى رقم: ٧٦٢١٠، والفتوى رقم: ٢٨١٧١.

وزواج الرجل من المرأة التي يحبها هو خير علاج لهذا الحب الذي بينهما، فينبغي أن تسعى في تحصيل الأمور التي تعينك على الزواج حتى تعف نفسك، واعلم أن تيسير مؤن الزواج من أسباب بركته، وأن الزواج من وسائل تحقيق الغنى، فإذا تيسر لك الزواج من هذه الفتاة أو غيرها فالحمد لله، وإذا لم يتيسر فاتق الله واصبر، وعليك بالصوم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: ٤٤٢٣٥، والفتوى رقم: ١٧٢٨٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ رجب ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>