للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تاب من خيانة الأمانة ولا يستطيع أداءها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعمل محاميا وقد أغواني الشيطان لعنة الله عليه وخنت أمانة أحد الوكلاء واستوليت على أموال اعتبرتها أتعابا بينما اعتبرها صاحبها أمانة وأنا اليوم لا أقدر على رد هذه الأموال لضيق الحال ونقص الأموال ويشهد الله أنني قد ندمت على ما فعلت وتبت توبة نصوحة عن ذلك، ولكن لا أعرف هل يسامحني الله على ما فعلت وكيف أرضي الله مع الوضع في الاعتبار أن صاحب المال مصر على استرداده وعدم مقدرتي على ذلك فأفيدوني ماذا أفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن عليك أن تحمد الله تعالى الذي وفقك للتوبة والندم على هذا الفعل القبيح وهو خيانة الأمانة، ولتعلم أن التوبة لا تتم إلا برد المظالم على أهلها أو التحلل منهم، وما دام صاحبها لم يسامحك بها ولم تستطع أنت أداءها فإنها تبقى دينا في ذمتك وأمانة في عنقك، يجب عليك أداؤها عندما تستطيع، يقول الله تعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:٥٨} ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الترمذي وغيره.

ولذلك فيجب عليك مع التوبة إلى الله أن تبذل كل ما في وسعك حتى تقضي عنك هذه الحقوق، وعلى صاحبها أن ينظرك حتى تحصل عليها، لقول الله تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ {البقرة:٢٨٠} ، ومعنى فنظرة: أنه يجب على من كان له دين على معسر ألا يضغط عليه، بل ينظره حتى يجد ما يقضيه به، والأفضل أن يتصدق عليه بما له عليه من دين، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: ٩٤١٤٥، والفتوى رقم: ٤١٣٨٣ وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>