للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم منع الزوج زوجته من زيارة أهلها أو زيارتهم لها]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي أنا سيدة متزوجة منذ ست سنوات وأحب زوجي لدي طفلان حصلت منذ حوالي سبعة شهور مشادة كلامية حادة بين زوجي ووالدي كان سببها الأولاد وذلك لأن زوجي غضب جدا أن أهلي أخذوا الأولاد على البحر بدون علمه مع العلم ان أهلي يسكنون مقابل البحر وكانت هذه أول مرة أهلي يفعلون ذلك فحصلت المشادة الكلامية في بيتي مما أدى إلى أخذ أبي لي وقتها في بيت أهلي بدون أولادي وبقيت شهرا ونصف عند أهلي وأهل الخير يتدخلون ولكن هناك أهل خير يأتون لينقلوا وجهات النظر بحيث يزيد التنافر بين جميع الأطراف وكان أهلي يريدون تطليقي. المهم أنني رجعت بيتي ولكن والدي قال لي إنه لن يأتي إلى بيتي بعد هذه المشكلة وكان زوجي يقول خلال المشكلة بأن أعتبر أهلي ماتوا إذا أردت أن أرجع. وقام ناس من أهل الخير أيضا بمهاجمة زوجي وضربه وأهلي لم يستنكروا ذلك.

المهم رجعت في آخر الأمر بدون شروط بعد أن تطورت الأمور كثيرا وأصبح لا يوجد مفر إما الطلاق أو البقاء معلقة لأن زوجي رفض تطليقي وكان يقول للناس إنه يحبني ولا يريد تطليقي ولكن أيضا كان يذكر أمورا من خصوصيات أهلي للناس بهدف التشهير. بعد عشرة أيام من رجوعي طلبت زيارة أهلي برفقة زوجي حتى نهدئ الأمور ونحاول أن نرجع المياه إلى مجاريها ولكن والدي رفض الزيارة وقال إذا أردت أن أذهب إلى أهلي أذهب لوحدي بدون زوجي فتفاقمت الأمور وقلت إنني لن أذهب إلا برفقة زوجي وأولادي وعليها قطعت العلاقات مع أهلي وهم لا يتصلون بي ولا أنا أيضا لي إخوة شباب يكبرونني في السن قاطعوني هم أيضا ولم يعد يأتي أحد منهم أو حتى يتصل في التلفون للاطمئنان إلا في عيد الأضحى أتى أخواتي بدون والدي ووالدتي مع أنهم متعودون أن يأتوا بعد صلاة العيد مباشرة وكانت المشكلة مضى عليها في ذلك الوقت تقريبا ثلاثة أشهر

وقد حصلت عندهم مشاكل ولم أقم بالاتصال للاطمئنان عليهم أيضا، بعد العيد زوجي اخذ موقفا مختلفا عن قبل بأن قال لي تريدين أن تذهبي فلك الخيار اذهبي لوحدك بدون الأولاد ولكن لا أريد أحدا أن يأتي إلى بيتي أو يقوم بالاتصال بك على هاتف المنزل إذا أرادوا الاتصال فليتصلوا بك على تليفونك المحمول لم أبلغ هذا القرار لأهلي لعدم وجود اتصالات من الأساس ولكنني أيضا لم آخذ بهذا القرار على أمل أن تحل المشكلة جذريا بدون فصل. منذ أسبوع اتصلت بأخي الصغير وقلت له إنني مسافرة فاعتقد أهلي أنني مهاجرة إلى بلد أجنبي لأننا أنا وزوجي من قبل المشكلة قمنا بطلب هجرة فقامت والدتي بالاتصال بي وقالت إنهم مستعدون لاستقبالنا للزيارة طبعا بعد معاتبات لا تحل ولا تربط ولكن زوجي رفض الذهاب وقال لي إنه يجب على والدك الاعتذار بداية من عدم قبوله زيارتنا منذ سبعة شهور وهكذا بكل بساطة يقول تعال فاذهب مع العلم أن أبي رفض مكالمتي وزوجي على موقفه بأنني إذا أردت الذهاب فهولا يمنعني فذهبت في اليوم التالي بدون أولادي وكانت الجلسة هادئة ولم تفتح اي معاتبات ولكن الموقف ما زال متأزما ولا أدري كيف سيتم حل الموضوع أبي من الواضح لا يرغب بزوجي وزوجي لا يريد المبادرة والذهاب من نفسه إلا بعد الاعتذار ويرفض أن يذهب أولادي معي وإخوتي مواقفهم سلبية ولا يفعلون شيئا لحل هذا الموقف فأرجوكم أنا اختصرت الكثير من التفاصيل ولكن أرجو الإجابة على أسئلتي

* هل يجوز لزوجي أن يمنعني بأي حال من الأحوال للذهاب الى أهلي؟

* هل يجوز أن أمتنع عن زيارة أهلي بسبب تعنتهم وعدم إدراكهم للموقف ومحاولة حل المشكلة مع العلم بأن خلال المشكلة كان أهلي يريدون تطليقي ولا يريدونني أن أرجع إلى زوجي ولكن لما رجعت رجعت برضاهم؟

* هل يجوز لزوجي منع أولادي عن زيارة بيت جدهم (أهلي) ؟

* أنا موظفة وكان راتبي كله في البيت فطلب زوجي مني الاستقالة بعد المشكلة مباشرة ولكنني رفضت وقدمت إجازة بدون راتب لعام عسى أن تحل الأمور ولكن زوجي رافض الآن فكرة العمل هل يجوز من زوجي أن يطلب مني الاستقالة مع العلم أنني أشتغل من قبل الزواج وطلبه للاستقالة نتيجة المشكلة؟

لا أدري كيف يمكن حل الموضوع هذا المعقد وأنا بين نارين أهلي وبيتي وأنا كبش الفداء بين الطرفين فأرجوكم أفيدوني على الحل مع العلم أن هذه أول مرة أهلي يأخذون مثل هذا الموقف الشديد أيضا وتعرضوا لمشاكل عائلية ولم يقاطعوا أحدا وكانوا يقولون إننا لا نقطع صلة رحم مع أنني الأقرب من حيث صلة الرحم وها هم قاطعوني فلا أدري كيف سأحل المشكلة وهم يعرفون أن زوجي عنيد جدا ولا يغير رأيه أبدا؟

* هل أنا صلة رحمهم أم هم صلة رحمي أي على من الإثم في القطيعة هل يجب علي أنا أن أذهب إليهم أم هم الواجب عليهم زيارتي وصلتي؟

لقد خسرت أهلي ووظيفتي بسبب هذه المشكلة التافهة جدا من وجهة نظر الجميع.

عذرا للإطالة عليكم ولكن هذه هي مشكلتي وأرجو إفادتي بالقريب وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أنه لا يجوز للزوج منع والدي الزوجة من زيارتها في بيته أو الذهاب إليهما في بيتهما، لكن إذا ترتب على ذلك ضرر محقق يتأذى منه الزوج فله المنع حينئذ تفادياً للضرر، فالقاعدة أنه لا ضرر ولا ضرار.

وأما إذا كان المنع لا لسبب فهل يجب طاعته أم لا؟ محل خلاف بين العلماء وقد بينا الكلام في ذلك في الفتوى رقم: ٧٠٥٩٢، والفتوى رقم: ٦٩٠٤٤، وفيهما تفصيل القول مع الترجيح فراجعيها.

ولا يجوز للأب منع أولاده من زيارة أقاربهم، كأخوالهم وأجدادهم، لأنه أمر بالمنكر وهو قطيعة للرحم، وقطيعة الرحم محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وسبق بيانه في الفتوى رقم: ٤١٧٥٣.

وأما بخصوص منعها من العمل على خلفية هذه المشكلة، فنقول إذا كانت الزوجة قد اشترطت عليه في عقد النكاح البقاء على عملها، فلا يحق له منعها منه، وإلا فله الحق في منعها من الخروج من البيت، ويلزمها طاعته، وخروجها بغير إذنه نشوز محرم، وسبق بيانه في الفتوى رقم: ٣٦٩٧٤.

وقد أحسنت الأخت حيث طلبت إجازة من العمل، حتى تهدأ الأمور، ويأذن لها زوجها في العمل.

وبخصوص سؤالها من يجب عليه صلة الآخر، هي أم أهلها؟ ومن هو رحم للآخر؟ فجوابه أن كل منهما رحم للآخر، ويجب على كل صلة رحمه، والإثم على القاطع، لكن حق الوالد على ولده أعظم من حق الولد على والده في صلة الرحم كما هو معلوم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>